بناء الثقة وحل قضايا المجتمع: تأثير لجان السلام في اليمن
21 أغسطس 2024
إن ضمان تجهيز المجتمعات بشكل جيد لحل المشاكل هو مفتاح لبيئة صحية وسلمية. يهدف مشروع الحماية الاجتماعية لتقديم التماسك الاجتماعي للمجتمع اليمني التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بتمويل سخي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، دورًا محوريًا في تعزيز لجان السلام من خلال تزويدها بأدوات وموارد حل القضايا المجتمعية. تهدف هذه المبادرة الاستراتيجية إلى تعزيز قدرة أعضاء لجان السلام في المحافظات المستهدفة في اليمن على معالجة القضايا المتعلقة بتنمية المجتمع بشكل فعال، وتعزيز الانسجام والاستقرار في ظل الظروف الصعبة.
ومن خلال تزويد ست لجان سلام في عدن (المنصورة والشيخ عثمان)، وحضرموت (سيئون وتريم)، ولحج (طور الباحة والحوطة) بالمهارات والدعم اللازمين، فإننا لا نعمل على تعزيز فعاليتها فحسب، بل نعمل أيضاً على تعزيز ثقافة الحوار والتعايش، وتشجيع المناصرة المجتمعية لحل القضايا المجتمعية في جميع أنحاء اليمن.
وتقول رنا، ممثلة عن المجتمع المحلي في لجنة السلام في المنصورة، "في السابق، حاول العديد من الأفراد حل قضايا المجتمع دون جدوى. ومع ذلك، فإن إنشاء لجان السلام غيّر ذلك. تضم هذه اللجان أعضاء من مجالات مختلفة، بما في ذلك السلطات المحلية والمجتمعية، مما يسهل إلى حد كبير حل المشاكل المتعلقة بالمجتمع. إن وجود أفراد ذوي خبرة داخل هذه اللجان يضمن فهمًا أفضل للقضايا والتدخلات الفعالة، مما يؤدي إلى حلول دون تصعيد".
ويؤكد عبد الله، ممثل عن المجتمع المحلي في لجنة السلام في المنصورة، هذا الشعور، مؤكدًا أن التعاون بين السلطات المحلية وقادة المجتمع، "يعزز علاقتهم، ويجعلهم شركاء في معالجة قضايا المجتمع ويساعد في تقريب وجهات نظرهم وأهدافهم".
وأكد نجيب ممثل مجتمع المهمشين في عدن في مديرية المنصورة على أهمية وجود ممثل للمهمشين في لجان السلام، وقال: "إن ذلك يضمن الاستماع إلى مصالح جميع الأفراد المتضررين وتمثيلهم بشكل عادل ومنصف، كما أنه يبني الثقة ويعزز التعاون، ويعكس الاحترام والاعتراف بحقوق الجميع". وأضاف نجيب أن مشاركته في لجنة السلام كانت ممتازة، حيث عززت العلاقات الطيبة مع جميع شرائح المجتمع، مشيرا إلى أن السلطات المحلية تلعب دورا حاسما في حل المشاكل التي يواجهها المجتمع المهمش وتعمل كوسيط لضمان العدالة.
بعد الانتهاء من تدريب لجان السلام في محافظة عدن (مديريتي الشيخ عثمان والمنصورة)، انخرط الأعضاء في عملية تشاورية موسعة لاختيار وإقرار المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى معالجة وإعطاء الأولوية للمبادرات المجتمعية الأساسية التي من شأنها تحسين رفاهة المجتمع. وأسفرت هذه المناقشة عن الموافقة على مبادرتين لكل مديرية مستهدفة. في الشيخ عثمان، كانت المبادرة المختارة هي صيانة مرافق المراحيض لأربع مدارس اما في المنصورة، وافق المجتمع على توريد أنظمة الطاقة الشمسية لروضة معين.
في محافظة لحج، داخل مديريتي الحوطة وطور الباحة، انخرطت لجان السلام في مناقشات شاملة لفحص واعتماد مبادرات التنمية المجتمعية الرئيسية. وتشمل هذه المبادرات إضاءة مركز مديرية طور الباحة و15 حارة في مديرية الحوطة. والهدف هو تحسين السلامة ورفاهية المجتمع من خلال توفير إضاءة موثوقة في المناطق الحيوية، وتعزيز الشعور بالأمن، وتحسين نوعية الحياة للسكان في كل من المديريتين.
ويؤكد علي ممثل السلطة المحلية وعضو لجنة السلام بمديرية الحوطة على الدور المهم للمبادرات المجتمعية في حل القضايا المجتمعية، ويقول: "لقد كان للمبادرة المجتمعية تأثير إيجابي في حل العديد من القضايا، كما شهدنا على أرض الواقع. وكان قرارنا بإضاءة العديد من الأحياء أمرًا بالغ الأهمية بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة في المديرية. وقد حظيت هذه المبادرة بإجماع مجموعات المجتمع المختلفة، مما يسلط الضوء على أهميتها".
ويؤكد أمين، أحد ممثلي المجتمع في لجنة السلام في طور الباحة، على أهمية تدريب لجان السلام. ويوضح: "إن تدريب لجان السلام أمر بالغ الأهمية لأنه يعزز التفاهم والتعاون بين المجتمع والسلطات المحلية، ويساعدنا في اختيار التدخلات المناسبة وإدارة القضايا المجتمعية بشكل فعال. وتبني المبادرات الثقة بين لجان السلام والمجتمع من خلال تقديم خدمات قيمة. وهذا يضمن أن يشعر المجتمع بأنه ممثل ومُخدَم بشكل حقيقي من قبل لجان السلام".
يهدف مشروع "الحماية الاجتماعية لتقديم التماسك الاجتماعي للمجتمع اليمني" إلى المساهمة في الحد من الضعف وتعزيز قدرة المجتمعات المستهدفة المتأثرة بالأزمة في اليمن على الصمود والتماسك الاجتماعي من خلال خلق سبل كسب العيش المستدامة وتعزيز مبادرات بناء السلام. ويتم تمزيل المشروع من قبل وبدعم سخي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. يستهدف المشروع الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك النساء والشباب واليمنيين العاطلين عن العمل والفئات المهمشة مثل المهمشين والنازحين والأشخاص ذوي الإعاقة في ست مديريات في محافظات عدن وحضرموت ولحج. ويشجع المشروع مشاركة مؤسسات المجتمع المحلي على المستوى المحلي في تحديد أولويات المجتمع وتنفيذ المبادرات التي تعالج الضعف في مواجهة الصدمات والأزمات.