دعم مصايد الأسماك في اليمن: جهود تتضافر
20 نوفمبر 2024
في اليوم العالمي لمصائد الأسماك، الذي يُحتفل به سنويًا في الحادي والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني، نحتفل بالدور المهم الذي تلعبه مصائد الأسماك الصغيرة في دعم قدرة المجتمعات التي تعتمد على الموارد المائية على الصمود. ويجسد قطاع مصائد الأسماك في اليمن هذه الروح، حيث يعمل كحجر أساس للتنمية الاقتصادية والأمن الغذائي في المناطق الساحلية، حتى في ظل التحديات الهائلة التي تواجهها.
يمتد قطاع صيد الأسماك في اليمن على مساحة 2,500 كيلومتر من الساحل، ويساهم بنحو 3% من الناتج المحلي الإجمالي ويوظف ما يقرب من 2% من القوى العاملة. وعلى الرغم من إمكاناته، فإن الصراع المطول والصدمات المناخية والبنية الأساسية القديمة أعاقت نمو القطاع. واستجابة لذلك، أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركاؤه مبادرات تحويلية لإعادة تأهيل البنية الأساسية لصيد الأسماك ودعم التدريب المهني وتمكين الشركات التي تقودها النساء، وضمان ازدهار القطاع في ظل الشدائد.
إرث من الجهود المشتركة
على مدى ثماني سنوات، حقق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالشراكة مع البنك الدولي، نتائج ملموسة في إطار مشاريعه بما في ذلك مشروع تعزيز الحماية الاجتماعية الطارئة والاستجابة لكوفيد-19 (ESPECRP)، ومشروع التنمية المستدامة لمصائد الأسماك في البحر الأحمر وخليج عدن (SFISH)، ومشروع الاستجابة للأزمة الطارئة في اليمن (YECRP). وقد حققت هذه المشاريع ما يلي:
• تمكين 2,675 صيادًا من الحصول على القوارب والمحركات.
• تزويد 831 من النساء المنتجات الصغيرات بأدوات معالجة الأسماك والمنتجات الثانوية.
• تعزيز 16 تعاونية لصيد الأسماك، وتحسين سبل العيش والوصول إلى الأسواق.
• تقديم الدعم الفني والمالي لـ 668 مؤسسة صغيرة ومتناهية الصغر في سلسلة قيمة الأسماك.
تعزيز المرونة والاستدامة
يهدف مشروع SFISH، الممول من البنك الدولي، إلى تعزيز الأمن الغذائي وحماية النظم البيئية البحرية وخلق فرص كسب العيش في سلسلة قيمة مصائد الأسماك. ويركز المشروع على الممارسات المستدامة والتنمية الشاملة، ويصل إلى 5,600 فرد من أفراد المجتمع المحلي، بما في ذلك 30٪ من النساء. وتشمل الأنشطة الرئيسية إعادة تأهيل تسعة مواقع لإنزال الأسماك في عدن وحضرموت والمهرة وتعز، ودعم 4,200 صياد ومؤسسة بمنح، وتدريب 10,000 فرد على ممارسات الصيد المستدامة.
إعادة تأهيل ميناء صيد الأسماك في عدن
يهدف مشروع إعادة تأهيل ميناء صيد الأسماك وتطوير سلسلة القيمة، الذي تموله وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية الاتحادية (BMZ) من خلال بنك التنمية الألماني (KFW)، إلى تحويل ميناء صيد الأسماك في عدن إلى مركز لمصائد الأسماك المستدامة والتعافي الاقتصادي. ويركز المشروع على استعادة البنية الأساسية الحيوية مثل الرصيف والتخزين البارد ووحدات معالجة الأسماك مع ترقية الأنظمة التشغيلية وتجهيز المرافق لتحسين الكفاءة وجودة الأسماك.
وتعمل برامج التدريب على تعزيز إدارة الموانئ والحوكمة مع تعزيز الفرص الاقتصادية للنساء والشباب. ومن خلال دمج التصميمات المقاومة للتغير المناخي، يضمن المشروع الاستدامة طويلة الأجل، ودعم العمل الحيوي لمصائد الأسماك في تعافي اليمن.
الحوكمة والنمو الاقتصادي
يدعم مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن (SIERY)، الممول من الاتحاد الأوروبي، قطاع الثروة السمكية في اليمن من خلال دعم أبحاث سلسلة القيمة والبنية الأساسية للسوق والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم.
وتشمل إنجازات البنية الأساسية الأخيرة إعادة بناء سوق الأسماك بالحوطة في لحج والبناء الجاري لمركز تصدير الأسماك المركزي في مديرية البريقة في عدن. وهذا إضافة إلى مركز تصدير الأسماك في المكلا بحضرموت، والذي من المتوقع أن يتم إطلاقه في النصف الثاني من عام 2025.
دعمت التدخلات المستهدفة لمشروع SIERY في عدن وحضرموت 102 مؤسسة صغيرة ومتوسطة الحجم من خلال التدريب على المهارات الفنية والتجارية، وحصلت 75 منها أيضًا على منح. وبالمثل، استفادت 51 امرأة من تدريب سلسلة قيمة مصائد الأسماك، كما حصلت العديد منهن على منح لتطوير أعمالهن.
في مديرية البريقة في عدن، حصلت 34 مؤسسة صغيرة ومتوسطة الحجم و21 امرأة من صغار المزارعين على التدريب والمنح، بينما حصلت 10 منتجات من جمعية فقم لتنمية المرأة الساحلية على تدريب متخصص في تعليب التونة، بعد دعمهن لإنشاء أول مصنع لتعليب التونة في عدن. وفي مناطق مثل المنصورة ودار سعد والشحر، تم تمكين مؤسسات إضافية من خلال جهود بناء القدرات وتعزيز المرونة والتنمية الاقتصادية الشاملة في قطاع مصائد الأسماك.
رسم مسار للنمو
أثناء افتتاح مركز البريقة المركزي لتصدير الأسماك، قال وزير الزراعة والري والثروة السمكية اليمني، معالي الوزير سالم السقطري: "يعد هذا المشروع استمرارًا للجهود الممولة دوليًا، وخاصة من قبل الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، والتي تهدف إلى تعزيز صادرات اليمن من الأسماك. في عام 2023، بلغ إنتاج الأسماك في اليمن 295 ألف طن، بقيمة 737.5 مليار ريال يمني (حوالي 367.8 مليون دولار أمريكي)، مع تخصيص 35٪ للتصدير. نتصور أن عدن تستعيد مكانتها البارزة كمركز لصادرات الأسماك، بدعم من المرافق الحديثة والمعالجة ذات القيمة المضافة والوصول إلى أسواق أكثر ".
رسالة أمل
يعد قطاع صيد الأسماك في اليمن محركًا حيويًا للتعافي الاقتصادي والمرونة. وبالتعاون مع الشركاء المحليين والشركاء الدوليين، يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على تمكين مصائد الأسماك الصغيرة والصيادين والنساء والشباب، وضمان سبل العيش المستدامة للمجتمعات الساحلية، مع الحفاظ على النظم البيئية البحرية للأجيال القادمة.