نحو إدارة أكفأ للبيئة من خلال الحد من هدر الأسماك في المكلا، اليمن
20 نوفمبر 2024
في منطقة الغليلة النابضة بالحياة بمدينة المكلا، اليمن، تسلط رحلة عبدالله الضوء على التأثير العميق للممارسات المستدامة في حماية البيئة وتعزيز الدخل. كأحد بائعي الأسماك المخلصين لمهنته، حوّل عبدالله متجره المتواضع، "عبد المنّاع لبيع وتسويق الأسماك"، إلى مشروع مزدهر يخدم مجتمعه المحلي ويحمي الموارد البحرية للأجيال القادمة.
بدأ عبدالله، البالغ من العمر 40 عامًا، عمله في عام 2001 بهدف تلبية احتياجات أسرته. في ذلك الوقت، كان متجره يفتقر إلى التبريد، مما تسبب في تلف كميات كبيرة من الأسماك وهدرها.
ويقول عبدالله: "كنت أرغب في تحسين متجري، لكن التكاليف كانت تفوق إمكانياتي."
هذا القصور لم يحد فقط من دخله، بل ساهم أيضًا في الاستخدام غير المستدام للموارد السمكية، حيث أدى التلف المتكرر إلى زيادة الطلب على الصيد الطازج. بالإضافة إلى ذلك، فاقمت درجات الحرارة المرتفعة في المنطقة مشكلة تلف الصيد، مما ألحق المزيد من الضرر بالأسماك وزاد من التحديات التي يواجهها الصيادون وبائعو الأسماك المحليون.
نقطة التحول في حياة عبدالله جاءت عندما انضم إلى مشروع تطوير مصايد الأسماك المستدامة في البحر الأحمر وخليج عدن (SFISH)، الممول من البنك الدولي والمنفذ من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بالشراكة مع وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر (SMEPS). قدمت هذه المبادرة لعبدالله تقنيات وممارسات مستدامة لحفظ الأسماك مما يقلل الهدر ويحمي النظم البيئية البحرية.
من خلال التدريب على إدارة الأعمال، وحماية البيئة، واستمرارية العمليات، اكتسب عبدالله مهارات أساسية في التعامل مع الأسماك وتخزينها بشكل صحيح، مما أدى إلى تقليل التلف وتأثيره البيئي. وبفضل الدعم المقدم من المنحة، تمكن من شراء ثلاجة حديثة، مما ساهم بشكل كبير في إطالة فترة بقاء الأسماك بحالة جيدة وزيادة كفاءة استخدام الموارد.
التأثيرات البيئية والفوائد المجتمعية
أحدثت التغييرات تحولًا جذريًا. فقد ساهمت الممارسات الجديدة لعبدالله في تقليل الهدر بشكل كبير، مما قلل من الحاجة إلى الصيد المفرط لتعويض التلف. يقول عبدالله: "من خلال حفظ الأسماك لفترة أطول والحفاظ على جودتها، أصبحنا نبيع أكثر دون الحاجة إلى الإفراط في الصيد." ويضيف: "في السابق، كنت أضطر إلى التخلص من الأسماك غير المبيعة، والتي كانت تصل إلى حوالي 20 كيلوغرامًا أسبوعيًا. بيع الأسماك التالفة كان إما سيضر بسمعتي أو يعرض صحة الناس للخطر."
ركز مشروع SFISH على تعزيز ممارسات الصيد المستدام، مما مكّن 1,552 صيادًا ورائد أعمال مثل عبدالله من أن يصبحوا حماة للبيئة. من خلال اعتماد هذه التقنيات، أصبح عبدالله يساهم في الحفاظ على النظم البيئية البحرية، مع توفير منتجات عالية الجودة ومستدامة لمجتمعه.
تعزيز الاستدامة والنمو
إلى جانب الفوائد البيئية، تضاعف دخل عبدالله. ساهمت تجديدات متجره، الممولة عبر المشروع، في خلق بيئة نظيفة وجذابة تجذب المزيد من العملاء يوميًا. ومع زيادة الطلب، قام بتوسيع أعماله، حيث وظّف عاملين إضافيين ومدد ساعات العمل.
"الآن، أصبح محلي مكانًا يثق فيه الناس للحصول على الأسماك الطازجة وعالية الجودة"، يقول عبد الله. "لقد أكسبتنا التزامنا بالنظافة والاستدامة سمعة طيبة."
نموذج للتنمية المستدامة
تُظهر قصة عبد الله كيف يمكن أن يتوازى الإشراف البيئي مع النمو التجاري. من خلال تقليل الفاقد وتبني الممارسات المستدامة، عزز عبد الله سبل عيشه بينما ساهم في الحفاظ على صحة الموارد البحرية في اليمن على المدى الطويل.
وتقدم رحلته رسالة أمل: "إذا عملت بجد وتبنيت الممارسات المستدامة، يمكنك أن تحدث تأثيرًا إيجابيًا—ليس فقط في حياتك ولكن في البيئة ومجتمعك أيضًا."
من خلال مشروع SFISH، يعد مشروع عبد الله مثالًا ملهمًا لرجال الأعمال الصغار في جميع أنحاء اليمن، مما يثبت أن الممارسات المستدامة هي مفتاح المرونة والنمو في عالم متغير.
***
يعزز مشروع تنمية مصايد الأسماك المستدامة في البحر الأحمر وخليج عدن (SFISH) استدامة البيئية من خلال تدريب الصيادين على ممارسات الصيد المستدامة لحماية النظم البيئية البحرية وتقليل الصيد الجائر. كما يقلل من الفاقد من خلال تحسين طرق حفظ الأسماك، مثل التبريد، مما يقلل من الفساد . بالإضافة إلى ذلك، ينفذ المشروع تدابير لحماية البيئة للحد من المخاطر مثل التلوث ويشجع على الالتزام باللوائح البيئية لضمان استدامة الموارد على المدى الطويل.