المنطقة العربية
المركز الإقليمي في عمان
نحو تعريف جديد لعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
التحولات غير المسبوقة التي يشهدها العالم اليوم دفعت برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على إعادة التفكير في نهجه التنموي. وفي معرض عمله على صياغة خطته الاستراتيجية الأحدث للفترة 2014-2017، رسَخ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مفهوم التنمية البشرية الذي كان في ريادته منذ العام 1990 وعززه بمفهوم التنمية المستدامة جاعلا التنمية البشرية المستدامة نهجه للمستقبل. والتنمية البشرية المستدامة هي عملية توسيع خيارات الناس من خلال تعزيز إمكاناتهم والفرص المتاحة لهم على نحو مستدام اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا، يعود عليهم بالفائدة في الحاضر دون الخضم من رصيد المستقبل. وبشكل أكثر تحديدًا، رسم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ملامح خطته للمستقبل حول ثلاثة تحديات مترابطة: * استثمار الزخم الإيجابي المتمثل في توسع الشعوب في رفع أصواتها والمشاركة بشكل غير المسبوقة من خلال حركاتها الساعية نحو حكم ديمقراطي أكثر فعالية وشمولاً للكافة عبر جميع أنحاء العالم، ونفادها إلى تكنولوجيات ومعارف جديدة؛ * الاستفادة من ذلك الزخم في السعي مواصلة لتعزيز النمو الاقتصادي ودعم مسارات التنمية التي من شأنها أن تعالج المشاكل وثيقة الترابط بسبب الفقر والإقصاء وغياب المساواة، مع ضمان الاستدامة البيئية في ذات الوقت؛ * اتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة الأزمات وللحؤول دون فقدان المكاسب الإنمائية، من خلال الحد من احتمالات حدوث صراع ، وتخفيف مخاطر الكوارث الطبيعية ، بما في ذلك تغير المناخ.
الاستجابة للظروف الانتقالية التي تشهدها المنطقة
تعد الخطة الجديد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشكل جيد للاستجابة للتحولات الرئيسية التي تشهدها منطقة الدول العربية منذ بداية العقد الحالي. إذ أنتجت الضغوط المتعاظمة من شباب على قدر أكبر من التعليم والانفتاح على العالم عبر تكنولوجيات والاتصال الحديثة قوة دفع كبيرة نحو الانتقال الديمقراطي وصاحبتها عدد من المبادرات المختلفة للإصلاح فتح جلها أبوابًا جديدة لتنمية أكثر شمولا للكافة خلقت زخما جديدا للتغيير نحو الأفضل.
ولكن المنطقة العربية لا تزال تسجل مستويات عالية للإقصاء وغياب المساواة، فيما بين بلدانها وداخل كل بلد على حدة، كما أنها تعاني من تراجع خطير في المكاسب الإنمائية في عدد من البلدان بسبب استمرار الصراعات وتزايدها باطراد وما تنتجه من موجات من النزوح، مما يخلق أزمات طويلة الأمد.
توفير موارد الدعم بشكل أكثر قربا من العمل التنموي الميداني
في إطار سعي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإعادة هيكلة عمله وموارد دعمه على مستوى العالم كله، أنشئ المكتب الإقليمي للدول العربية في عام 2015، مركزا إقليميه جديد في العاصمة الأردنية عمان من أجل تعزيز وجوده وتوسيع نطاق عملة في المنطقة، من خلال إعادة نشر مجموعة واسعة من موارده المهنية من المقر في نيويورك إلى المنطقة. هذا الدعم المهني الموسع يضمن لمكاتبنا المنتشرة في دول المنطقة دعمًا أكثر فاعلية وسرعة، وأوثق اتساقا مع الأولويات الجديدة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والتي بدورها تستجيب على نحو أفضل للأولويات الناشئة والمتغيرة في المنطقة.
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الجديد
تحدد الخطة الاستراتيجية 2018-2021 رؤية لتجديد عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تزيد من قرته على مساعدة البلدان في تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وتصف الخطة الاستراتيجية كيف سيتكيف البرنامج الإنمائي على نحو أفضل مع مجموعة السياقات القطرية التي نعمل فيها، والتي صيغت من خلال: أ) السياقات الإنمائية الشاملة الثلاث التي يستجيب لها النهج المتبع لدينا؛ ب) سلسلة من الحلول التي تحمل بصمة البرنامج الإنمائي وتحدد أعماله الأساسية؛ ج) البرنامجان اللذان سنضطلع بأعمالنا من خلالهما: 1. برامج الدعم القطري من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ 2. برنامج عالمي لتقديم الخدمات الاستشارية الإنمائية وخدمات التنفيذ؛ د) تحسين نموذج الأعمال لكي ترتكز عليه جهودنا