بيان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمناسبة مؤتمر التعهدات الانسانية في السودان
19 يونيو 2023
مع دخول الصراع في السودان في شهره الثالث، من الطبيعي أن يركز هذا المؤتمر الإنساني على حشد المساعدات العاجلة المنقذة للحياة لتلبيةالاحتياجات المتصاعدة.
ولكنتعلمنا التجربة أن ضمان فعالية التكلفة والاستدامة لتلك المساعدات يقتضي استكمالها بأنشطة لتعزيز استمرار الحياة، والتي تسهم أيضًا في وضع الأسس للتعافي في نهاية المطاف حين تسنح الفرصة.
تسبب الصراع في السودان في خسائر بشرية هائلة، إذدمر البنىالتحتية والخدمات الأساسية، وشردالعائلات، وأضاف ضغوطا هائلة على المجتمعات المضيفة للنازحين داخليا واللاجئين.
كما فاقم من أثر عقود من الهشاشة والإقصاء والاعتماد على المساعدات الإنسانية. ففي عام 2020،لم تتجاوز قيمه مؤشر التنمية البشرية للسودان 0.51 ليحتل السودان المرتبة 170 من أصل 188 دولة.
كما وضع مؤشر تحديات التنمية للإسكوا السودان في المرتبة الثامنة للأسوأ عالمياً بسبب انهيار الخدمات الأساسية، والتدهور البيئي، وسوء الإدارة، وكلها عوامل فاقمها الصراع
لذلك وبناءً على سجلنا الحافل في توفير حلول إنمائية متكاملة في حالات النزاع، تستكمل وتعزز المساعدات الإنسانية، سيشرع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان في تنفيذ برنامج الاستقرار المجتمعي الطارئ
والذي سنوفر من خلاله الإمدادات وسبل العيش والوظائف للمساعدة على حماية التقدم الاجتماعي والاقتصادي، إلى جانب معالجة أوجه القصور التنموية الكامنة التي تسبب الصراع.وسوف يركز البرنامج على:
توفير خدمات الرعاية الصحية، إذأدى انقطاع سلاسل الإمداد الخاصة بالأدوية والمواد الطبية الأساسية إلى تهديد حياة الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة - بما في ذلك مرضى السكري والفشل الكلوي. وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مسؤولا عن توفير 100% من الأنسولين ونصف أجهزة غسيل الكلى فيالبلاد، ما قبل النزاع.
توسيع نطاق الخدمات الأساسية، مثل أنظمة تزويدالمياه التي تعمل بالطاقة الشمسية لاستيعاب التدفق الهائل للسكان النازحين والذي لن يوفر الوصول إلى المياه النظيفة فحسب، بل سيساعد أيضًا في تقليل التوترات بين النازحين والمجتمعات المضيفة لهم.
تمكين استمرارية الإنتاج الزراعي لمنع المزيد من التدهور في الأمن الغذائي، فمنذ عام 2022، كنا أحد أهمالجهات العاملة في مجال الأمن الغذائي في السودان، حيث كنا ندعم 6 ملايين مزارع في 9 ولايات. ونعمل حاليا على زيادة هذا الدعم على وجه السرعة.
ضمان توافر خدمات الطاقة في مواجهة انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار الوقود. سنعمل على توسيع نطاق أنظمة الطاقة الشمسية التي نوفرها منذ عام 2019،لتصل إلى 30 ألف أسرة ويستفيد منها 150 ألف شخص.
توفير فرص العمل الطارئة للأسرالتي فقدت سبل عيشها وأصولها الإنتاجية لتمكينها من تلبية الاحتياجات الأساسية، كمانساعد أيضًا في الحفاظ على الأعمال التجارية الصغيرة، وخاصةفي قطاعالبناء.
معالجة مشكلة الذخائر غير المنفجرة بسبب الضربات الجوية الشديدة والمدفعية في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان، وذلك لضمان حماية المدنيين وتحسينفرص وصولهم إلى خدمات الإغاثة الإنسانية.
مع استمرار الصراع في السودان، يدعوبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي المجتمع الدولي إلى إعطاء الأولوية الآن، وليس لاحقًا، للاستثمار في الأنشطة التنموية، لمساعدة جميع السودانيين على الوقوف على أقدامهم بكرامة ولتعزيز قدرتهم على الفعل.
قد يكون الاستثمار في التنمية منذ البداية لتعزيز الاستجابات الإنسانية ودعم جهود إحلال السلام هو أفضل ضمان لاستدامة الخروج من الأزمة.