نجاح مشروع الأسماك لفاطمة في اليمن
29 سبتمبر 2024
فاطمة، البالغة من العمر 26 عامًا، والمقيمة في منطقة بروم ميفع بمحافظة حضرموت في اليمن، حاصلة على درجة البكالوريوس في الرياضيات وتعمل بدوام جزئي كمعلمة. ومع ذلك، فإن العثور على عمل مستدام، خاصة في مجال دراستها، يمثل تحديًا لفاطمة والعديد من الشباب في اليمن. غالبًا ما تتركهم عدم الاستقرار الاقتصادي والفرص المحدودة يكافحون لتوفير احتياجاتهم أو التخطيط لمستقبل مستقر.
عازمة على تغيير ظروفها، طمحت فاطمة لاكتساب مهارة توفر لها الاستقرار المالي وتمكنها من المساهمة بشكل ملموس في مجتمعها. أخذت رحلتها منعطفًا تحوليًا عندما انضمت إلى مشروع تطوير مصايد الأسماك المستدامة في البحر الأحمر وخليج عدن (SFISH)، الممول من البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبالتعاون مع الشريك وكالة سمبس للمشاريع الصغيرة والاصغر (SMEPS).
توضح فاطمة: “لم تقتصر المعرفة والمهارات المكتسبة عليّ وحدي بل امتدت إلى عائلتي، حيث نقلت لهم تجاربي.”
تلقت فاطمة تدريبًا في تصنيع منتجات الأسماك وإجراءات الصحة والسلامة المهنية، بما في ذلك الجوانب العملية والنظرية.
تقول فاطمة: “اكتسبت رؤى حولتني من امرأة عادية إلى رائدة أعمال. تعلمت خطوات تأسيس مشروعي وكيف أصبح سيدة أعمال. من الناحية العملية، اكتسبت تقنيات إنتاج التونة والأسماك المملحة والهنيث (طبق سمك تقليدي). وكل ذلك طبقته في مواقف حقيقية.”
عند تلقيها منحة بعد التدريب، قالت فاطمة بفرح: “لم أكن أستطيع تحمل تكلفة أي من هذه الأجهزة: ثلاجة، فرن، ميزان، أدوات منزلية، مطحنة توابل، آلة تعبئة، وأدوات الصحة والسلامة المهنية. كان الحصول عليها جميعًا دفعة واحدة راحة كبيرة لي ولعائلتي.”
عندما تلقت فاطمة منحتها من خلال مشروع SFISH، بدأت في إنتاج التونة تحت علامة تجارية أنشأتها تسمى “تونة الأمواج”، وأطلقت حملة تسويقية ناجحة على وسائل التواصل الاجتماعي. اكتسب المنتج شعبية كبيرة، مما أدى إلى نفاد الدفعات. أرسلت فاطمة دفعة إلى محافظة عدن لتلبية الطلب، وقدمت عينات مجانية أدت إلى زيادة كبيرة في الطلبات.
تعبر فاطمة عن سعادتها بالنجاح الأولي لمشروعها، قائلة: “لقد أسست اسمًا تنافسيًا في السوق، ويستمر الطلب على منتجي في النمو بشكل كبير.”
ألهمها هذا النجاح للتفكير في التوسع لإنتاج أنواع أخرى مثل اللخم (السمك المجفف)، استجابة للطلب العالي في السوق الذي شهده زملاؤها الذين دخلوا في هذه المنتجات بعد التدريب.
ومع ذلك، فإن الاعتماد على سوق الأسماك هو توازن دقيق، وبعد تدريبها الذي شمل تقييم المخاطر، تعلمت فاطمة أن تبني إنتاجها على أسعار الأسماك. تدير عملها فقط خلال مواسم شراء الأسماك بأسعار معقولة.
كمعلمة بدوام جزئي، توازن فاطمة بعناية بين مسؤولياتها في المدرسة والتزامها المتزايد بمشروعها الجديد، وتقضي الآن ساعات فراغها في العمل بجد على مشروعها، وتطبيق المعرفة التي اكتسبتها لتعزيز عملها وتوسيع تأثيرها.
لم تتوقف رحلة فاطمة عند نموها الشخصي؛ فهي تنقل بنشاط المهارات التي تعلمتها إلى أفراد عائلتها، مما يؤهلهم لمساعدتها وإدارة العمل في حالة مواجهة تحديات مستقبلية. من خلال تفانيها، لا تحسن حياتها فقط بل ترفع من مستوى مجتمعها، مما يظهر كيف يمكن أن تنتشر الفرص لإحداث تغيير دائم.
مزيد من المعلومات: تطوير مصايد الأسماك المستدامة في البحر الأحمر وخليج عدن