قصة نجاح علي يونس في سنوني: من النزوح إلى ريادة الأعمال
8 سبتمبر 2024
تعرف على علي يونس من قضاء سنوني في محافظة نينوى، الذي كان يمتلك محلاً لتصليح الهواتف النقالة قبل سيطرة داعش، ويقدم خدماته للمجتمع بفخر. ومع بداية سيطرة داعش على المنطقة، تغير كل شيء حيث اضطر علي وأسرته الى الفرار من منزلهم، بحثاً عن ملجأ في مناطق مختلفة، بعيداً عن الحياة التي كانوا يعرفونها من قبل.
وخلال نزوحهم، واصل علي العمل في العديد من ورش تصليح الهواتف، وطور من مهاراته وتمسك بالأمل في إعادة بناء مشروعه الخاص يوماً ما وعلى الرغم من المصاعب، لم يغب حلمه عن مخيلته أبداً، مصمماً على تحويل كفاح عائلته إلى قصة صمود.
تحويل التحديات إلى فرص
لم يدع علي هذه التحديات تهزمه، بدلاً من ذلك، كان ينظر إليها على أنها فرص للتعلم والنمو. عندما تم تحرير المنطقة وعودة الاستقرار، انتهز علي الفرصة لإعادة بناء حياته حيث التحق بدورة تدريبية لتطوير الأعمال يقدمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حيث زودته الدورة التدريبية والتي استمرت سبعة أيام بمهارات إدارة الأعمال الأساسية، مما وضع الأساس لخطواته التالية.
وبفضل المعرفة التي اكتسبها حديثاً والمنحة المالية من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، قام علي باستثمار جديد وجيد في معدات الليزر المتقدمة، ليصبح أول من يمتلك مثل هذه التكنولوجيا في المنطقة، اتاحت له هذه الأداة المتطورة إصلاح الهواتف بدقة وسرعة لا مثيل لها، وبهذا تميزت ورشته عن بقية الورش في المنطقة. لم يؤد تصميم علي على الابتكار إلى إحياء أعماله فحسب، بل وضعه أيضاً كأحد القيادات ذا المهارة في مجتمعه، مما اتاح تحويل محنته إلى قصة انتصار.
ورشة علي: قصة نجاح وتميز
بفضل دقة التصليح والخدمات المتطورة، التي تقدمها ورشة علي سرعان ما جعله يكتسب سمعة جيده وأصبح محل علي من الورش المعروفة والمتميزة في سنوني. وازداد عدد الزبائن الذين يقصدون ورشته، مما دفعه للاستعانة بعامل آخر لمساعدته في إنجاز وتصليح العدد الكبير من الهواتف النقالة، وفي فترة قصيرة، تمكن علي من بناء قاعدة عملاء مخلصين وزيادة دخل اسرته.
"اليوم، ورشتي هي مكان لإصلاح الهواتف، ومن خلال أرباحي، يمكنني الآن تغطية جميع نفقات عائلتي، بما في ذلك الإيجار". تتمتع ورشه علي اليوم بدخل شهري يبلغ حوالي 1,500,000 دينار عراقي (حوالي 1,000 دولار)، متجاوزاً ما كان يكسبه قبل سيطرة داعش.
يواصل علي التطلع نحو المستقبل، ويسعى جاهداً لتطوير ورشتة بشكل أكبر من خلال الاستثمار في معدات أكثر تقدماً. إن التزامه بالتميز لا يدعم عائلت فحسب، وانما يفيد المجتمع أيضاً من خلال توفير خدمات إصلاح الهواتف بشكل فعال وبتقنية عالية الجودة، مما يجعل ورشتة حجر الزاوية في التجارة المحلية.
تطلعات المستقبل
وبفضل الدعم والتدريب الذي تلقاه، يتطلع علي الآن إلى مستقبل مشرقحيث يخطط لتوسيع ورشتة والاستثمار في معدات أكثر تقدماً، حيث يؤمن أن العمل الجاد والتطوير المستمر هما مفتاحا النجاح الدائم. يطمح علي إلى تقديم أفضل الخدمات الممكنة لسكان منطقتة، مما يعزز من مكانته كواحد من أبرز رواد الأعمال في سنوني.
ان رحلة علي يونس من النزوح إلى ريادة الأعمال هي شهادة قوية على المرونة والتأثير القوي لبرامج الدعم في إعادة بناء الحياة والمجتمعات. حيث تعد قصته مصدر إلهام للكثيرين، سواء في المنطقة أو خارجها.
حول المشروع: دعم اعادة وإحياء المجتمع
تم انشاء المشروع بعد تحرير المناطق من سيطرة داعش، حيث بدأ النازحون في العودة إلى ديارهم، وغالباً إلى المجتمعات ذات المرافق وفرص العمل المحدودة. حيث يركز البرنامج على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مما يتيح للأسر العائدة الفرصة لكسب الدخل والإنتاج وتمكين الأفراد.
وحتى الآن، تم دعم أكثر من 1,181 شركة صغيرة ومتوسطة بالتدريب أو التوجيه أو المساعدات العينية أو المنح، مثل تلك التي تلقاها علي، يتم تنفيذ هذا المشروع من قبل برنامج تعزيز القدرة على الصمود من خلال العمل التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالتعاون مع الجمعية الألمانية لمكافحة الجوع في العراق، وبدعم سخي من الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية المقدم من خلال البنك الألماني للتنمية.