يُعد التعامل مع عدد كبير من الشباب في العراق أمراً حيوياً في التنمية المستدامة، لذلك نظم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يوماً مفتوحاً للأنشطة في البصرة لتعزيز مشاركة الشباب في الشؤون الجارية.  

وخلال الحدث الذي استمر طوال اليوم في البصرة، ناقش أكثر من 65 شاباً وشابة من المحافظة حقوق الإنسان، والتنمية، والمشاركة الاجتماعية، والفنون والثقافة. يأتي هذا الحدث بتمويلٍ من الاتحاد الأوروبي وتنظيم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال برنامج دعم تعافي العراق واستقراره عبر التنمية المحلية  ضمن حملته  لإشراك الشباب في التنمية المحلية.

ووفقًا للأمم المتحدة، يعيش 89% من شباب العالم في البلدان النامية، في حين يعاني ما يقارب 40% من الشباب العاملين من الفقر. يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع الشركاء لتمكين الشباب العراقي من خلال تزويدهم بالمهارات، والمعرفة التي يحتاجونها من أجل عيش حياة كريمة والتمتع باستقرار اقتصادي وزيادة مشاركتهم السياسية والمدنية. 

لقد سلطت المناقشة الضوء على الحاجة إلى الاستثمار في الشباب وإيصال أصواتهم، خاصة وأن هذه الحملة تهدف إلى تشجيع التفاعل بين الشباب وتساعد على تعزيز الروابط عبر الأجيال، من خلال نقل المعرفة، وتمكينهم من المساهمة في التنمية المستدامة للمجتمع. 

ومن جانبهم، أكد المشاركون في اليوم المفتوح للشباب أنهم على دراية بأحدث الاتجاهات والتحديات العالمية، ولكنهم لا يشعرون بأنهم مسموعون ومجهزون بالمهارات المناسبة للنجاح في الحياة، خاصة في وضع البلاد الحالي المعقد،  كما شدد المشاركون على الحاجة إلى أنظمة محلية قادرة على تهيئة بيئة شاملة وداعمة لهم تدفعهم لتحقيق أحلامهم.

ومن جانبه، أكّد مجتبى كريم، وهو أحد المشاركين الشباب قائلاً "لطالما أردت العمل في صناعة الإعلام،  وبوصفي واحدا من ذوي الهمم، فقد قررت العمل على تحقيق حلمي وإلهام الشباب من أصحاب  الهمم للإيمان بأنفسهم. لقد شاركت قصتي اليوم مع جميع المشاركين، وكان من المهم لي أن يستمعوا لقصتي وأن أكون حافزاً يدفعهم للإيمان بأن لا شيء يجب أن يوقفهم عن تحقيق أحلامهم."

في حين عبرت خنساء عبدالكريم، وهي أحد المشاركات من البصرة، عن سعادتها للمشاركة بهذا الحدث قائلة " إني سعيدة لتواجدي هنا اليوم، إذ سنحت لي الفرصة أن أُري الجميع أن النساء العراقيات قادرات على أن يكنّ منتجاتٍ كالرجال. أنا أرسم على الزجاج، وأعمالي الفنية تركز على النساء في العراق والحياة اليومية في البصرة."

يهدف برنامج دعم تعافي العراق واستقراره عبر التنمية المحلية إلى مساعدة حكومة العراق على تعزيز كفاءة المؤسسات العراقية وتجديد العقد الاجتماعي بين المواطنين والدولة. حيث يتمحور البرنامج حول تحسين قدرة محافظات مختارة على إدارة الحكومة المحلية والخدمات العامة بكفاءة. كما إننا نولي النمو الاقتصادي وخلق الوظائف الأولوية، مع تركيزٍ على المشاريع الخضراء التي تشرك الشباب والنساء.