العراق يستضيف المنتدى العربي الثاني لمكافحة الفساد بمشاركة أكثر من 29 دولة
9 أكتوبر 2024
استضاف العراق في الفترة من 10 إلى 12 أيلول/سبتمبر 2024 المنتدى الثاني لتعزيز الشفافية والحوكمة الرشيدة في بغداد. وقد شهد الحدث مشاركة أكثر من 300 مشارك ومتحدث وميسر من أكثر من 29 دولة، مما يمثل خطوة رئيسية في جهود العراق لمكافحة الفساد وتعزيز الحلول المستدامة في المنطقة العربية. وقد تم تنظيم المنتدى بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية و منظمة الشفافية الدولية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، واستضافته هيئة النزاهة الاتحادية في العراق، تحت رعاية دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وقد اجتمع مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى ومفوضو النزاهة وممثلون عن القطاع الخاص والمجتمع المدني ووسائل الإعلام والشباب من جميع أنحاء المنطقة العربية وخارجها لمناقشة الحلول. وقد تمحور المنتدى حول موضوع "النزاهة: عنصر أساسي في عصر التعقيد والفرص"، وموّله الاتحاد الأوروبي جزئياً، وحظي بمشاركة دولية كبيرة من الحكومات والمنظمات.
عصر التعقيد والفرص
يواجه العالم تحديات متداخلة - النزاعات وأزمات المناخ والفجوات الرقمية - وهي تحديات شديدة بشكل خاص في المنطقة العربية. هذه التعقيدات تجعل من الصعب كبح الفساد وتعزيز الشفافية.
يسلط تقرير اتجاهات عام 2024 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الضوء على ارتفاع غير مسبوق في النزاعات في عام 2023، متجاوزاً مستويات لم نشهدها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. كما يُظهر مؤشر مدركات الفساد لعام 2023 الصادر عن منظمة الشفافية الدولية بأن معظم الدول العربية قد شهدت ركوداً في تصنيفاتها في مؤشر مدركات الفساد لأكثر من عقد من الزمان، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الفساد السياسي الذي يقوض جهود مكافحة الفساد.
ومع ذلك، فإن التقنيات الجديدة توفر فرصاً، ويمكن للأدوات الرقمية تبسيط العمليات الإدارية وتعزيز الشفافية وتسهيل مراقبة وإنفاذ تدابير مكافحة الفساد.
وفي المنتدى، ناقش المشاركون هذه التحديات واستكشفوا الحلول من خلال مجموعات النقاش ومجموعات العمل. وقد أتاحت "منطقة العروض" في الحدث للناشطين الشباب فرصة لعرض أعمالهم في مجال مكافحة الفساد، بينما جعلت أدوات مثل "Mentimeter" و "Padlet" الجلسات تفاعلية وشاملة.
إجراءات جريئة مطلوبة لكبح الفساد
- اختتم المنتدى بتوصيات قوية تهدف إلى مكافحة الفساد في جميع أنحاء المنطقة العربية. وتشمل هذه التوصيات:
- تبسيط العمليات الحكومية واعتماد أدوات الحكومة الإلكترونية.
- تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لضمان الشفافية والمساءلة.
- تمكين المجتمع المدني من لعب دور أكثر فاعلية في استراتيجيات مكافحة الفساد.
- تشجيع القطاع الخاص على تعزيز الحوكمة الداخلية والشفافية المالية.
وكان من أبرز المقترحات إنشاء مرصد عربي للنزاهة والشفافية، وهو منصة إقليمية لرصد جهود مكافحة الفساد وتقييم فعالية السياسات.
كما أكد المنتدى على إمكانات التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، في تحسين كفاءة الحوكمة. وشملت التوصيات الإضافية توفير الحماية القانونية للمبلغين عن المخالفات، وتمكين المرأة والشباب في الأدوار القيادية، وضمان الشفافية في إدارة الأموال العامة. كما تم تسليط الضوء على التعاون الإقليمي، مع دعوة الحكومات إلى تبادل الخبرات وتعزيز التحقيقات العابرة للحدود لمعالجة الفساد على نطاق أوسع.
حول المنتدى
المنتدى العربي لتعزيز الشفافية والحوكمة الرشيدة هو مبادرة مشتركة بين منظمة الشفافية الدولية والمنظمة العربية للتنمية الإدارية. وسيستمر انعقاده سنوياً حتى عام 2030، حيث تستضيف كل نسخة دولة عربية مختلفة. ويجمع المنتدى الحكومات والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام من جميع أنحاء المنطقة لتعزيز الحوار وتسريع الإجراءات ضد الفساد.
من خلال "مبادرات مكافحة الفساد وتعزيز التحكيم " الممولة من الاتحاد الأوربي، شارك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تنظيم هذه النسخة الثانية من المنتدى، مما يعزز التزامه بدعم جهود العراق في مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة.