6 أشهر مرت على تفشي جائحة كورونا في العراق وما يزال البلد يسجل عدد إصابات مرتفع يومياً، حيث أدت جائحة كورونا الى اغلاق تام في الأشهر الاولى لاجتياحها العراق، بشكل أثر على سير العملية الدراسية في الجامعات العراقية ووضعها امام تحد صعب، ما حدا ببعض المؤسسات التعليمية الى ايجاد وسائل بديلة لاستكمال الفصل الدراسي ومنها جامعة كربلاء.
منذ مطلع عام 2017، عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على تطبيق نظام التعليم الالكتروني في جامعة كربلاء وتم عقد سلسلة ورش تدريبية لتطوير مهارات العاملين على تنفيذ هذا النظام، إضافة الى تزويد أساتذة الجامعة بأحدث طرق ووسائل إدارة التعليم الالكتروني وتقنيات اعداد المحتوى التعليمي الكترونيا وايصاله الى الطلبة. على إثر ذلك، تم تأسيس اول قسم مختص بالتعليم الالكتروني في الجامعة وتطوير اول منصة تعنى بذلك.
وبعد تفشي جائحة كورونا، والبدء بتطبيق حظر التجوال الشامل في العراق، باشرت جامعة كربلاء بتطوير منصتها لتشمل تقديم جميع المواد الدراسية إضافة الى احتوائها ميزة اجراء الامتحانات الفصلية الكترونياً، مما ساعد الطلبة على إتمام عامهم الدراسي اثناء بقائهم في المنزل.
"وفرت المنصة التعليمية الوقت والجهد والمال ومكنتني من استكشاف تقنيات جديدة للدراسة، والاهم من ذلك انني تمكنت من إتمام عامي الدراسي رغم حظر التجوال الذي تسبب به فيروس كورونا". يقول أحمد خالد، وهو طالب في كلية العلوم السياحية بجامعة كربلاء.
ويضيف: "لم يخلو الامر من بعض المعوقات كضعف شبكة الانترنت، لكن التعليم الالكتروني وفر لي ميزة إعادة المحاضرات أكثر من مرة لفهمها بشكل أفضل، لقد ساعدني ذلك أيضا على قضاء الوقت اثناء بقائي في المنزل طيلة فترة الحجر الصحي، اشعر بالسعادة لتمكني من إتمام عامي الدراسي واجراء الامتحانات الكترونياً دون انقطاع".
فيما يقول الدكتور موفق كاظم، تدريسي في جامعة كربلاء: "بعد تفشي فيروس كورونا واغلاق الجامعات أبوابها كنا قلقين للغاية على ما ستؤول اليه الأمور وكيف ستؤثر هذه الازمة على مستقبل التعليم في العراق، لكننا باشرنا بالبحث عن حلول وارتأينا استخدام المنصة لاستكمال المنهج الدراسي واجراء الامتحانات عن بعد. أشعر بالفخر لتمكني من انجاز هذا العمل".
يؤكد الدكتور موفق على أهمية التعليم الالكتروني في العراق وسبل استخدامه لتطوير المؤسسات التعليمية، يقول: " لقد تمكنت جامعة كربلاء عبر هذا العمل من تأسيس قاعدة للتخطيط ورسم السياسات التعليمية للتحول نحو التعليم الالكتروني بشكل تام، إن التعليم الالكتروني هو السبيل لتطوير مؤسساتنا التعليمية كي نلتحق بركب الأمم المتقدمة في مجال المعرفة".
تضم المنصة محاضرات يتم تحديثها بشكل دوري إضافة الى مرفق خاص بالاختبارات الالكترونية، تم استحداثه بعد تفشي جائحة كورونا بهدف تمكين الطلبة من اجراء اختباراتهم الفصلية اثناء بقائهم في المنزل.
بلال فيصل، طالب في كلية العلوم السياحية بجامعة كربلاء وهو أحد الطلبة الذين أكملوا امتحاناتهم الكترونيا باستخدام المنصة، يقول: "لم نكن نتوقع ان تؤثر جائحة كورونا على سير العملية الدراسية الى هذا الحد وعلى إمكانية اكمالنا للعام الدراسي، لكننا ورغم ذلك تمكننا من اتمامه. بالنسبة لي، فإن اجراء الامتحانات الكترونيا كانت تجربة مفيدة وممتعة وأكثر سهولة مقارنة بالطرق التقليدية. نحن بحاجة الى اعتماد طرق أكثر حداثة في نظام التعليم في العراق والتعليم الالكتروني يجب ان يكون احداها".
فيما يؤكد الأستاذ علي خزعل جواد، تدريسي في كلية العلوم السياحية، جامعة كربلاء أن: "هذه التجربة أدت الى انتقال جامعة كربلاء وما تضم من كليات الى مرحلة متقدمة في مجال التعليم الالكتروني على الرغم من الظروف الاستثنائية التي تسبب بها فيروس كورونا". مضيفاً: "كنت قلقاً بشأن إمكانية اجراء الامتحانات الكترونياً لكن التدريبات التي تلقيناها عن كيفية استخدام النظام وادارته ساعدتنا كثيرا، يعاني العراق من ظروف استثنائية كثيرة كان اخرها فيروس كورونا لذلك يجب ان نعتمد اساليبا حديثة لنتمكن من مواصلة العام الدراسي".
ان منصة التعليم الالكتروني هي جزء من مشروع دعم وتطوير اعتماد التعليم الالكتروني الذي نفذه برنامج تحديث القطاع العام العراقي التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع جامعة كربلاء. حيث جرى اختيار كليتي الهندسة والعلوم كنموذج أولي لتنفيذ المشروع، وتم لاحقا تطبيقه ليشمل 14 كلية في جامعة كربلاء، مما ساعد الجامعة في وضع خطة نحو اعتماد نظام تعليم الكتروني متكامل، وبين مواطن القوة والضعف في البنى التحتية والموارد البشرية المتوفرة.