تشتهر طوز خورماتو، مركز قضاء الطوز في صلاح الدين بتنوعها العرقي وموقعها الذي يتوسط طريق التجارة التاريخي بين بغداد وكركوك. لكن خلال الحرب ضد داعش تُركت المدينة في حالة دمار وخراب تامين.
تكاتف السكان في طوز خورماتو من اجل بناء مدينتهم مرة اخرى وعقدوا العزم لإعادة تأهيل سبعة عشر مرفقاً من مرافق البنى التحتية المجتمعية التي تضررت من قبل داعش. حيث شملت هذه المرافق الحدائق الترفيهية ورياض الأطفال وكذلك ارصفة الشوارع. وشارك في هذه الجهود أكثر من 1990 من سكان الطوز بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.
فيما يتعلق بالنهج الذي يقوده المجتمع، قال السيد عرفان نوري، المستشار من مكتب قائمقام الطوز: "يستفيد السكان من إعادة تأهيل البنية التحتية الرئيسية مثل الحدائق والطرق والمدارس. بالإضافة إلى ذلك، تم توظيف العديد من الأشخاص بما في ذلك الأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة. تحسن الوضع المالي للسكان وتعزز الشعور بالتضامن بين الناس بفضل التعاون بين مكتب قائمقام الطوز والمنظمات الدولية." ومع توتر العلاقات بين المجتمعات العرقية في طوز بسبب سنوات من الصراع، ساعدت مثل هذه الجهود في إعادة بناء الثقة وخلق شعور الانتماء بين سكانها.
استخدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نموذجاً فريداً لمشروع النقد مقابل العمل. حيث تم وضع جهود سكان الطوز وتركيزهم لتحقيق الاستقرار مع تعزيز الاقتصاد المحلي أيضاً. حيث بدأت هذه الجهود بالتشاور مع المجتمع لتحديد أولويات مشاريع البنى التحتية، ثم بعد ذلك توظيف السكان المحليين لمدة 40 يوماً (حوالي شهر ونصف) من العمل. تم اتباع معايير محددة مسبقاً لضمان التمثيل العرقي والنوع الإجتماعي بشكل متساوي في عملية التوظيف.
في احتفال أقيم بمناسبة استكمال تأهيل 17 مرفقاً، قال أحد سكان الطوز نجم عبد الواحد:” يسعدني أن أساهم في إعادة بناء هذه المرافق الهامة في مدينتي. إنه يمنحني إحساساً بالهدف من خلال تحسين الخدمات لسكان الطوز. أريد أن أكون قدوة وأرشد أطفالي والمقيمين من خلال عملي وسلوكي". تضمنت أعمال التأهيل مراكز رعاية صحية وحدائق وشبكات مياه ومبنى بلدية.
ساعد نموذج النقد مقابل العمل أيضاً على توفير دخل فوري للأسر لتلبية احتياجاتها اليومية. قالت شكرية درويش: "بفضل الأموال التي جنيتها ، تمكنت من دفع الفواتير المترتبة على عائلتي بما في ذلك إجراء فحوصات طبية وسداد بعض ديوني". كانت واحدة من 1990 من السكان الذين تم توظيفهم للمشاركة في جهود إعادة التأهيل.
بعد أن فرت شكرية لإنقاذ حياتها أثناء الصراع مع داعش ، عادت إلى منزلها في طوز في عام 2019. للأسف، أصيب زوجها بمرض رهيب ولم يكن قادراً على إعالة الأسرة. لتغطية نفقاتها، اقترضت المال من أقربائها وجيرانها. ساعدتها المشاركة في فرصة النقد مقابل العمل على جلب دخل مهم للأسرة. "كنت سعيدة لأنني تمكنت من كسب مدخول المنزل. آمل أن أجد فرص عمل مماثلة قريباً."
يؤمن سكان الطوز أن هناك العديد من الدروس التي يمكن لمناطق أخرى في العراق الاستفادة منها من هذا المشروع. أحد هذه الدروس هي أن هذا المشروع ساعد في بناء شعور قوي بالقيادة المحلية لإعادة بناء مدينتهم. والثاني هو أن هذا المشروع لعب دوراً رئيسياً في إعادة إشراك السكان كأعضاء فاعلين في المجتمع. وأخيراً، ساعد في تحديد الأولويات وتعزيز الاقتصاد المحلي.
تم تنفيذ المشروع من قبل برنامج الاستجابة السريعة للازمات وبناء القدرة على مواجهتها في العراق التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع منظمة الرؤية العالمية في العراق بتمويل من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية المقدم من خلال بنك التنمية الألماني. حتى الآن، تلقى أكثر من 11.700 شخص من المتضررين من الصراع ضد داعش دعماً لسبل العيش من خلال البرنامج في محافظة صلاح الدين بمفردها. وهذا يشمل دعم سبل العيش على المدى القصير والمتوسط من خلال النقد مقابل العمل، والتدريب المهني، واستبدال الأصول، والمنح.