إعادة بناء جسر معروف في الفلوجة تساعد في ربط مصنع إسمنت بالسوق من جديد
ربط الشركات بالأسواق
15 نوفمبر 2021
وأنت تقود سيارتك من الجسر الذي أعيد تأهيله مؤخراً إلى ناحية الشبابي في الأنبار، ستستقبلك المصانع الممتدة على جانبي الطريق. ستشاهد أكثر من 20 مصنعاً للأسمنت والجبس والبلاط والقرميد. وسيتضح من النظرة الأولى أن قطاع الأعمال آخذ في الازدهار.
لكن الحال لم يكن كذلك دائماً. يقول ماجد الحلبوسي، 48 عاماً، من الفلوجة: "أمضيت حياتي كلها في الفلوجة. لكننا اضطررنا أثناء القتال ضد تنظيم داعش إلى إغلاق المصنع والنجاة بأرواحنا". وماجد يدير الآن شؤون العلاقات مع المستثمرين في مصنع إسمنت قرب الجسر.
عند عودته في عام 2017، صدم ماجد بالدمار الشامل، خصوصاً عندما عاد إلى العمل وشاهد المصنع الذي كان يعمل فيه ومساحته 62 فداناً وقد عمه الدمار. يقول: "تمكنا في عام 2018 من إعادة العمل إلى وتيرته وبعض المعدات التي فقدناها إلى سابق عهدها. لكن ظلت مشكلة النقل تعترضنا لأن الجسر الذي يربطنا بالسوق معطل". وبالإضافة إلى المهمة الشاقة في النهوض بالمصنع من جديد، كان جسر الشبابي المؤدي إليه قد دمر على يد تنظيم داعش.
أثر دمار الجسر بشدة على الشركات في المنطقة. فقد أجبرها على استخدام طرق بديلة لنقل المنتجات إلى السوق الرئيسي في مدينة الفلوجة. ويوضح ماجد: "ننتج أكثر من ألفي طن من الإسمنت يومياً. وهذا يتطلب الوصول إلى السوق بسرعة. وقد ضاعف تغيير الطرق تكاليف النقل لدينا وسبب تأخيراً لا ضرورة له. وأثر ذلك على أرباحنا لأننا لا نستطيع إضافة هذه الأعباء إلى تكلفة المنتجات".
شكل ذلك تحدياً أمام الموظفين أيضاً عند التنقل من وإلى المصانع لاضطرارهم إلى سلوك طرق بديلة أطول. يقول ماجد: "عانى السكان والموظفون الكثير أثناء تعطل عمل الجسر. كان علينا إيجاد طرق بديلة بعبور خط السكة الحديدية القريبة من الجسر. وسبب ذلك أيضاً كثيراً من الحوادث المؤسفة. فلدينا، مثلاً، أكثر من 150 شخصاً من العاملين في المصنع، واجهوا جميعاً مصاعب يومية في الوصول إلى العمل".
ودعماً لإعادة تشغيل كافة الشركات والسكان، أعاد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تأهيل الجسر بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وها هو اليوم يعيد ربط أكثر من 9,000 من سكان المنطقة وجوارها.
وقد تمكنت المصانع بعد إعادة تأهيل الجسر من التوفير في تكاليف النقل وتقليص مهلة تسليم المنتجات. كما تحسن الاتصال بين سكان الشبابي ومدينة الفلوجة من أجل الوصول إلى الرعاية الصحية في المدينة وإلى المدارس والمكاتب.
ويشهد المصنع الذي يعمل فيه ماجد اليوم ازدهاراً في عمله. يقول مبتسماً: "ننتج الآن 1.5 مليون طن من الإسمنت سنوياً. والأهم من ذلك أن الموظفين معي يشعرون بأمان أكثر في الوصول إلى العمل، ونتمكن من تسليم منتجاتنا في المواعيد المحددة. وكل هذا بفضل الدعم السخي من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
لمحة عن البرنامج:
تم تنفيذ المشروع من خلال البرنامج الرائد، برنامج إعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، وبدعم سخي من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
يعمل مشروع إعادة الاستقرار، منذ عام 2015، مع الحكومة العراقية والجهات المحلية لضمان عودة طوعية آمنة وكريمة وإرساء أسس إعادة دمج ناجحة للسكان النازحين في المجتمع.
وقد دعمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الداعم الأكبر حتى اليوم، 396 مشروعاً في الأنبار منها 78 مشروعاً قيد التنفيذ. واستفاد من هذا الدعم 1.8 مليون شخص، منهم أكثر من 898,000 من النساء.