لقد اثرت سنوات عدم الاستقرار في العراق أثناء التحرير من داعش بشكل قوي على سرور البالغة من العمر 24 عاماً والتي تسكن مدينة بعقوبة في ديالى. فبينما كانت لا تزال في الجامعة، أُجبرت عائلتها على مغادرة منزلهم. اقتلع هذا التغيير حياة سرور من جذورها بين عشية وضحاها حيث أدى الى توقف تعليمها فجأة.
بعد عودتها إلى منزلها بعد التحرير، تمكنت سرور من استئناف تعليمها الجامعي والحصول على شهادة في الشريعة والدراسات الإسلامية من جامعة ديالى. حيث قالت "عشت في ديالى طوال حياتي. بعد التخرج من الجامعة، بحثت عن فرص عمل. أردت أن أكتشف وابدأ في تعلم صناعة المخبوزات، خاصة النوع الذي يوفر اشكالاً من "الكيك" عالي الجودة ويقدم بقوالب جميلة في المناسبات الخاصة".
بعد سنوات من الصراع إلى جانب تفشي وباء كورونا، تأثر الشباب العراقي أكثر من غيرهم بالتبعات الاقتصادية من نقص في توفر فرص العمل المناسبة. سرور كانت من بين العديد من الشباب الذين تأثروا. على الرغم من أنها كانت خريجة مؤهلة، إلا أنها لم تتمكن من الحصول على وظيفة أو جمع الأموال لبدء مشروع تجاري.
تقول سرور عندما صادفت فرصة عمل النقد مقابل العمل المعلن عنها في الحي الذي تعيش فيه: "لقد رأيت أن هذه فرصة مثالية لكسب المال واستخدام المدخرات لبدء تحقيق أحلامي." حصلت على حوالي 800 دولار أمريكي مقابل 40 يوماً (حوالي شهر ونصف) من العمل. عملت سرور على إعادة تأهيل وتنظيف الشوارع التي تضررت أثناء التحرير من داعش.
بفضل المدخرات التي تحققت من راتبها، استطاعت سرور ان تشتري معدات الخبز إلى جانب المواد الخام لبدء عملها. وبحسب قولها: "اليوم، هناك مخبز صغير نشط موجود داخل منزلي. لقد تمكنت من شراء قوالب "الكيك" وأدوات التزيين لبدء العمل. كلفني 600,000 دينار عراقي (حوالي 400 دولار أمريكي) ". اي ان نشاطها التجاري يعمل وبسرعة في الحي الذي تعيش فيه. وتضيف: "أتلقى طلبات منتظمة لحفلات التخرج وأعياد الميلاد والمناسبات الخاصة الأخرى. أنا الآن أكسب حوالي 300,000 دينار عراقي (حوالي 200 دولار أمريكي) كل شهر، مما يضيف مساهمة كبيرة للوارد الاقتصادي للأسرة ".
تساعد فرص النقد مقابل العمل على تعزيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل محلية ودعم إعادة بناء البنى التحتية للمجتمع. من خلال هذا المشروع، تم توظيف 300 شخص لإعادة تأهيل وتنظيف شوارع ديالى. إن توفير فرص مماثلة للشباب مثل سرور يمكن أن يساعدهم في توفير المال للاستثمار في أفكارهم التجارية.
"كانت السنوات القليلة الماضية قاسية علينا نحن الشباب بسبب الإرهاب وآثاره على تنمية البلاد. آمل أن يكون لدينا المزيد من هذه الفرص التي تستهدف الشباب في المستقبل" تقول سرور وهي مفعمة بالأمل.
عن البرنامج:
تم تنفيذ هذا المشروع من قبل برنامج بناء القدرة على الصمود من خلال تعزيز فرص العمل التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وذلك بتمويل من وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، المقدم من خلال بنك التنمية الألماني.