الأمم المتحدة في لبنان تحتفل بالذّكرى السابع والسبعين لإنشائها: إعادة التحريج من أجل التعافي البيئي
24 أكتوبر 2022
كان صباحاً مشمساً عندما شَرَع موظفو الأمم المتحدة في لبنان مهمّتهم البيئية لزرع ألف شتلة محلية المنشأ في أحد مواقع إعادة التّحريج التي تديرها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في فالوغا، بعبدا، شرق بيروت، احتفالاً بيوم الأمم المتحدة.
ومشى تسعون موظفاً من إثنتين وعشرين منظّمة للأمم المتّحدة في أطراف بلدة فالوغا مرتدين مآزر وقبعات بيضاء تحمل شعار الأمم المتحدة في لبنان ومارين بـ"مركز رفع أول علم لبناني" و "محمية أرز فالوغا". أمّا هدفهم فدعم تعافي لبنان البيئي عبر نشاط إعادة المساحات الخضراء إلى لبنان، ما يساهم في تنقية الهواء ودعم المجتمعات المحلية في سعيهم إلى الحد من تدهور لبنان البيئي.
ويقول المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية بالإنابة إدوارد بيجبيدر: "نعيش صراعات اللبنانيين اليومية ونلاحظ، آسفين، التحديات الهائلة التي شلّت البلد وعكست مسار مكاسب التنمية التي تحققت بشق الأنفس". وأضاف: "هذا النشاط الميادني هو دليل على التزامنا بخضرنة لبنان. فلنستمر في إلهام التغيير الإيجابي من خلال مثل هذه المبادرات البسيطة ".
إعادة التّحريج عمل جماعي
زرع كلٌّ من موظّفي الأمم المتّحدة بتوجيهٍ من متطوّعين في جمعيّة "السنديان والأرز" قرابة شتلتين من الأرز والسّنديان والزعرور الأحمر واللوز واللزاب والإجاص البرّي ما ساهم في غرس ألف شجرة.
وساهم نشاط الغرس المموّل من قبل مركز الأمم المتّحدة للإعلام في بيروت ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في إتمام مشروع منظّمة الأغذية والزّراعة "التكيف الذكي للمناظر الطبيعية للغابات في المناطق الجبلية" (SALMA)الممتد على مساحة مئة ألف متر مربع في منطقة غابات فالوغا. "لا يستطيع شخص واحد تشجير هذه المساحة الواسعة لكن مجموعة من الأشخاص تستطيع خلق تغيير إيجابي"، تقول ماري دومينيك كرم، مسؤولة حقوق الإنسان المساعدة في مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الإقليمي في الشرق الأوسط.
وتقول يوانّا فرونِتسكا، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان التي شاركت في نشاطي المشي والغرس أن "احتفال أسرة الأمم المتحدة بيوم الأمم المتحدة في فالوغا من خلال إعادة التشجير هو محاولة للحفاظ على البيئة في لبنان، وهو بلد معروف بمناخه وجمال مناظره الطّبيعية. نشاطنا جزء من جهودنا لمكافحة التغير المناخي الذي يمثل أولوية في خطّة 2030 من أجل مستقبل أفضل".
استذكار التراث الطبيعي للبنان
غرس غالبية الموظّفين شتلات الأرز والسّنديان، اثنتان من أشهر أشجار لبنان التي تحمل دلالة وطنية في الذاكرة الجماعية الفولكلورية. "المشي في غابة الأرز وهي شجرة تعني الكثير للبنانيين كان نشاطي المفضّل اليوم" تقول هدى التّرك، مسؤولة الإعلام في المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لغرب آسيا. وتضيف "يسعدني أنه يوجد أشخاص ومؤسسات يحافظون على هذه الأشجار ويعيدونها إلى الحياة".
من جهته، عبّر نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان محمد صالح عن رغبته الشديدة في زيارة موقع التّشجير بعد مرور عام للاطّلاع على مستوى نمو الشّتلات وملاحظة تأثير هذه المبادرة على البيئة في فالوغا.
الترابط وسط مناظر طبيعية خلابة
أتاح هذا النّشاط التّرفيهي لموظّفي الأمم المتّحدة فرصة التخلّص من شكليّات العمل والتقرّب من بعضهم والاستمتاع بالمناظر الطّبيعيّة الخلّابة لا سيما بعد مرور ثلاث سنوات من العمل الشاق وسط العديد من التحديات في لبنان.
"كان هذا النّشاط فرصة رائعة لألتقي زملائي في الأمم المتّحدة. فخلال المشي على المسار، تمكّنّا من التّحدّث عن أنشطتنا المشتركة ولاحظنا أن العديد منا يمكنه العمل مع منظّماتٍ أخرى على مواضيع تُعنى بإعادة التّحريج والزّراعة وسبل العيش وتأمين الوظائف للبنانيين واللاجئين"، يقول بيتر جوهان رادميكر، نائب المدير الإقليمي للدول العربية في مكتب منظمة العمل الدولية في لبنان.
ختم موظّفو الأمم المتّحدة نهارهم بتناول أصناف من الطعام اللبناني التقليدي المصنوع من محاصيل عضوية، تلتها صورة جماعية بجوار "القلب السري" في وادي لامارتين في فالوغا. وبحسب بشارة مارون، مسؤول الإعلام والاتصال في المكتب الإقليمي لليونسكو، "يشكّل موظّفو الأمم المتحدة عائلة واحدة رغماً عن تنوع البعثات والبرامج التي يعملون على تحقيقها. أتاح لنا نشاط اليوم فرصة للالتقاء وذكّرنا بأننا هنا من أجل دعم لبنان".