باشر المجتمع المحلي باندفاع وتصميم بالفرز من المنازل والمحال التجارية بالشراكة مع السلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني في بعقلين وحمانا بهدف الحفاظ على البيئة وتمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر صحةً ونظافة.
يعاني لبنان من أزمة نفايات منذ العام ٢٠١٥ وتواجه قدرته على إدارة النفايات الصلبة ضغوطًا إضافيّة عن تلك التي شهدها خلال السنوات الماضية وسط تفاقم الأزمات الاجتماعيّة والاقتصاديّة.
يؤدي التخلّص من النفايات الصلبة وجمعها بطرق غير سليمة، أكان عبر الرمي العشوائي للنفايات أو إحراقها في الهواء الطلق، إلى إلحاق ضرر جسيم بصحة الناس والبيئة وإحداث عواقب خطيرة وتلويث الهواء والماء في جميع أنحاء البلد.
بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع الحكومة البريطانية وألمانيا عبر البنك الألماني للتنمية، تلقّت أكثر من ٣٢١٩ أسرة الدورات التدريبيّة الازمة حول الفرز من المصدر وتم توزيع ٦٩٣٨ صندوق فرز على المنازل والمحلات التجارية. بالإضافة إلى ذلك، لقد أدى التنسيق المباشر مع البلديات وتوفر حاويات القمامة في جميع الشوارع والجولات المنتظمة للشاحنات لجمع النفايات إلى تنظيم عملية الفرز وتسهيلها.
شكّلت جهود لجان الاستقرار والتنمية المحلية والمتطوعين المحليين دفعاً أساسياً وراء هذه المبادرة فلقد قادوا المبادرة نحو إدارةٍ أكثر أمانةً للنفايات في مجتمعاتهم.
يعزز التعاون و التشارك على المستوى المحلي الثقة بين البلديات والسّكان ويحد من النزاعات الناجمة عن أزمة إدارة النفايات.كما أن التعاون لتنظيم العملية يقوي العلاقات بين المجتمعات المحلية حيث يساهم تبادل الخبرات ووجهات النظر في ضمان استمراري وفعالية هذه المبادرة.
يؤدي إنشاء مثل هذه البيئة التي تطبق أفضل ممارسات إدارة النفايات إلى الاستفادة من "الثروة في النفايات"، فجمع النفايات وفرزها ومعالجتها وإعادة تدويرها أنشطة تخلق فرص عمل وتساعد المجتمعات على تحقيق اقتصاد دائري أخضر ومستدام.