يتحد الشباب العراقي لإيجاد حلول مستدامة للقضايا المهمة خلال جائحة فيروس كورونا
لماذا يشكل الشباب مورداً مهماً في مكافحة الاوبئة
31 مايو 2020
"إن الوباء الحالي هو فرصة حقيقية للشباب للمساهمة، ومشاركة ابداعهم. ستساعد استجابتنا لجائحة فيروس كورونا ستبين للعالم أن الشباب في العراق قادرون على إحداث تغيير إيجابي". يقول محمد، عضو في منظمة خدمة الشباب المشاركة في الدورة السادسة لبرنامج القيادات الشابة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
إن تسمية العراق بالبلد الفتي هو أمر ليس ببعيدٍ عن الحقيقة. حيث أن أكثر من 50% من اجمالي السكان هم دون سن 25 عاماً، لكن معدل البطالة بينهم مرتفع حيث يبلغ 16.6. على الرغم من هذا، فإن هنالك فرصة وحاجة لإشراك الشباب في التنمية الاقتصادية المبتكرة والمستدامة وبناء السلام والتماسك المجتمعي.
وإدراكاً للإمكانات غير المستغلة في منطقة الدول العربية، أطلق المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي برنامج القيادات الشابة في عام 2015 - وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق عضواً فاعلاً منذ إطلاق البرنامج.
في كل عام، يدعو برنامج القيادات الشابة المنظمات الداعمة للشباب في جميع أنحاء المنطقة لتلقي تدريبات لبناء قدراتهم من خلال ورش العمل، برامج الهاكاثون الابتكارية ومعسكرات الابتكار، مما يتيح لهم أن يطلقوا العنان لإمكاناتهم كمبتكرين اجتماعيين وقادة. ما الغاية من هذا؟ تزويد الشباب بالأدوات اللازمة لتطوير حلول فريدة ومبتكرة لتحديات الحياة الواقعية؛ ومساعدتهم للمساهمة في تحقيق أجندة 2030 التي تتضمن 17 هدفاً من أهداف التنمية المستدامة. الفكرة هي إلهام الشباب ليصبحوا صناع تغيير فاعلين وقادة اجتماعيين ومبتكرين قادرين على الاسراع بتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتغيير الاجتماعي، وباستطاعتهم إيجاد أفكار مؤثرة وتطبيقها.
ومع ذلك، جاء إطلاق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2020 في وقت كان العالم يواجه تحديات جديدة وغير مسبوقة. ففي آذار، عندما شهدنا تفشي وباءأ عالمياً، أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي برنامج القيادات الشابة بدورته السادسة، مع التركيز على الهدف 16 من اهداف التنمية المستدامة – السلام والعدل والمؤسسات القوية، والهدف 13 من اهداف التنمية المستدامة – العمل المناخي. تمت استضافة سلسلة من الندوات الاولية لبرنامج القيادات الشابة فعلياً عبرالإنترنت للتكيف مع الحياة الجديدة في ظل سياسة التباعد الاجتماعي والاعتماد على الاتصالات الرقمية. ولكن هذا لم يكن التأثير الدائم الوحيد لجائحة فيروس كورونا على برنامج القيادات الشابة 2020. لقد ادرك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأن تأثيرمكافحة جائحة فيروس كورونا سيستمرعلى المجتمع، لذا فقد نسق احتياجات الاستجابة العاجلة للوباء في موضوع العمل المناخي والمشاركة المدنية لهذا العام.
لماذا ا؟ لأننا نؤمن بأن الشباب يجب أن يكونوا في طليعة المستجيبين للوباء، كما نؤمن بوجوب تمكينهم لدعم مجتمعاتهم نحو التعافي من الأزمة.
أبرم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق شراكة مع 17 منظمة لدعم الشباب من جميع أنحاء البلاد لدعمهم في تصميم وتنفيذ حلول مستدامة من خلال تعزيز قدرات الشباب في المجالات الرئيسية للمشاركة السياسية والمدنية، والعمل المناخي، وفهم الأوبئة في سياق جائحة فايروس كورونا. يدعم برنامج القيادات الشابة الشباب من خلال توفير التدريبات اللازمة لتمكينهم من أن يصبحوا قادة وصانعي تغيير في مجتمعاتهم.
وقد استضافت الجلسات التدريبية الأولى إينس تشينيور، مستشارة ومدربة لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول التفكير المنهجي والتصميمي، والرؤى السلوكية والتيسير عبر الإنترنت. وقالت خلال استضافتها: "لقد أجبرتنا إجراءات الإغلاق والتباعد الاجتماعي الحالية على التكيف وتغيير طريقة تفكيرنا بأكملها. بالنسبة لي، أنا أتعلم المزيد عن التكنولوجيا والتسهيلات عبر الإنترنت لأن نجاحنا يعتمد عليها".
تم تدريب 40 مشاركاً على كيفية استخدام دليل التدريب المحلي الجديد حول التفكير التصميمي والذي تم تطويره عام 2019 من قبل الشباب العراقي، بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. تعلم الشباب كيف يمكنهم بعد ذلك تيسير ورش العمل الخاصة بهم عبر الإنترنت، لنقل هذه المهارات الجديدة إلى المزيد من الشباب.
يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أيضاً على تزويد هذه المنظمات بالأدوات الافتراضية اللازمة لتيسير ورش عملهم عبر الإنترنت واستكشاف طرق مبتكرة لحل مشكلة عدم استقرار شبكة الإنترنت - وهي مشكلة حقيقية في الأوقات التي تكون فيها نسبة مستخدمي الإنترنت مرتفعةً جداً.
ولكن كيف عرفنا أن الإمكانات كانت موجودة؟ لقد كان عدد من منظمات دعم الشباب في طريقها لتنفيذ حلول مبتكرة للعديد من عقبات جائحة فيروس كورونا.
من الصابون الذي تم تشكيله على شكل لعبة إلى تحفيز غسل اليدين للأطفال، وتصنيع معدات حماية شخصية واطئة الكلفة، وتوزيع المواد الغذائية والسلع الأساسية - وتقديم الدعم النفسي الاجتماعي - إلى الفئات السكانية الأكثر احتياجاً ودعم مختبرات التسريع التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتطوير منصة الكشف عن فيروس كورونا وتتبع مناطق انتشاره عبر الإنترنت، تولت منظمات دعم الشباب المسؤولية في مكافحة الوباء في العراق وآثاره الصعبة.
مع استمرارنا في التغلب على التحديات الجديدة والفريدة للحياة مع تفشي فيروس كورونا، سيقدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق - إلى جانب الدول العربية الأخرى المشاركة في برنامج القيادات الشابة 2020 - المزيد من دورات بناء القدرات وتنمية المهارات إلى منظمات دعم الشباب، بهدف إنشاء سلسلة من صانعي التغيير والقادة الذين سيواصلون تدريب المزيد من الشباب وتشجيعهم على اتخاذ مسار جديد نحو الابتكار. نحن نطمح إلى دعم الجيل القادم من القادة السياسيين والمدنيين الفعالين، المبتكرين الاجتماعيين والمناخيين لاستكشاف المناهج غير المرئية التي من شأنها تسريع مشاركة الشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
في عام 2020، حان الوقت لشباب العراق ان يبتكروا. معاً يمكننا إحداث التأثير وزيادة التركيز لإيجاد حلول مبتكرة تساعد على تسوية المنحنى، ومحاربة جائحة فيروس كورونا وتقليل التأثير الدائم على الاقتصاد، وخاصة للمجتمعات الفقيرة.