يطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي استراتيجية رقمية جديدة وطموحة تسعى إلى خلق عالم تكون فيه الرقمنة قوة تمكينية للناس والكوكب
نيويورك - يطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خطة جديدة وجريئة لدعم البلدان والمجتمعات لاستخدام التكنولوجيات الرقمية كأداة للمساعدة في الحد من عدم المساواة، وتعزيز الاحتوائية، ومعالجة تغير المناخ، وتوسعة نطاق الفرص الاقتصادية. فمن خلال استراتيجيته الرقمية 2022-2025 الطموحة، يهدف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلىالمضي قدماً في الواقع الرقمي المتطور باستمرار لتسريع العمل نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة (ٍSDGs).
باعتبارها أحد العوامل التمكينية الثلاثة في الخطة الاستراتيجية الجديدة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ستدعم الرقمنة تحقيق البرنامج أهدافه الطموحة التي تشمل دعم 100 مليون شخص للتخلص من الفقر ومساعدة 500 مليون شخص للوصول إلى الطاقة النظيفة. فعلى سبيل المثال، يمكن للتكنولوجيا الرقمية أن تعزز الديمقراطية وحقوق الإنسان من خلال تعزيز المشاركة المدنية والمشاركة السياسية. كما يمكن أم تساهم الخدمات الرقمية العامة التي يمكن للبلدان استخدامها لتحديد الهوية وتبادل البيانات والمدفوعات في الحد فرص الفساد. ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الرقمية في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية بنسبة 10-20٪ بحلول عام 2030.
ويقول آخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "توفر التقنيات الرقمية طُرقًا جديدة للعمل والتفكير، وتفتح المجال لفرص لم نكن نتخيلها". ويضيف "فيمكنها، على سبيل المثال، أن تساعد صانعي السياسات على فهم أفضل لكيفية التغير الآني في عالمنا الطبيعي - مثل الغابات أو الشعاب المرجانية أو الأنهار الجليدية- من ثم ما يمكن اتخاذ الإجراءات لمواجهة تلك التغيرات. فلننظر إلى منصة مستقبل البيانات التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فهي تزود صانعي السياسات بأحدث البيانات والتحليلات لمتابعة مجالات رئيسية مثل عدم المساواة في توزيع اللقاحات ".
ويدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالفعل العديد من المجتمعات لتطوير واستخدام التكنولوجيا الرقمية لإبراز مجموعة واسعة من حلول تنموية تشتد الحاجة إليها. ففي غضون عام واحد فقط، ساعد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 82 دولة على تبني أكثر من 580 حلًا رقميًا للاستجابةً لجائحة كوفيد-١٩، في مجالات شتى، بدءًا من الاستفادة من التمويل الرقمي لتسهيل التحويلات النقدية إلى الأشخاص غير القادرين على مغادرة منازلهم أثناء عمليات الإغلاق جراء الجائحة؛ مروراً مساعدة البلدان على تطوير تقييمات الاستعداد الرقمي؛ إلى توفير الروبوتات التي تخدم في أجنحة عزل المصابين بكوفيد-١٩.
ويقول روبرت أوب، كبير المسؤولين الرقميين في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "شهدنا على مدار العام الماضي، نمواً كبيراً في الطلب على خدمات الدعم الاستراتيجي للتحول الرقمي من قبل شركائنا على المستوى الوطني". وأضاف "وفي الوقت الحالي، يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 35 دولة، كلٍ حسب مرحلة التحول الرقمي التي تمر بها – ولعل في ذلك إشارة مهمة لقدر الثقة في قدرات منظمتنا على توفير مثل هذا الدعم المتطور المطلوب."
وستساعد الاستراتيجية كذلك في توجيه جهود المنظمة لمواجهة التحديات الناشئة المرتبطة بعالمنا الرقمي الجديد. فإذا ما تركت التكنولوجيات الرقمية دون رقابة مسؤولة، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أوحه عدم المساواة القائمة وتعزيز التحيزات. وبينما نحج العالم في إحراز بعض التقدم في سد الفجوة الرقمية، لا يزال 2.9 مليار شخص حول العالم يفتقرون سبل الولوج إلى الإنترنت – معظمهم في البلدان النامية، وغالبيتهم من النساء. ويضاف روبرت أوب: "نحن ملتزمون بنهج للتحول الرقمي قائم على الحقوق ويشمل المجتمع بأسره، حتى لا يتخلف أي شخص خلف الركب. إذ نريد أن نجعل العمل الرقمي للجميع، في كل مكان - لهذا الجيل، وللأجيال القادمة.".
تحدد الاستراتيجية كيف سيساعد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي البلدان في جني فوائد التكنولوجيا الرقمية باتباع نهج ذو مسارات ثلاث:
● أولاً، سيعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على دعم النتائج التنموية من خلال دمج الرقمية في عمله؛ فيعمل على تجربة مناهج وأدوات جديدة، وتوسيع نطاق الحلول الواعدة، وتطبيق أدوات الاستشراف والتبصر لفهم السيناريوهات المحتملة للمستقبل.
● ثانيًا، سيدعم البرنامج جهود المجتمعات لإنشاء أنظمة إيكولوجية رقمية أكثر شمولًا ومرنة، مما يضمن كفالتها لحقوق الكافة وعدم تركها للفرصة لتخلف أي شخص عن الركب.
● وثالثاً، سيستمر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في البدء بنفسه في التحول لتلبية الاحتياجات التكنولوجية الحالية والمستقبلية ليكون قدوة للريادة في هذا المجال. وهذا يعني مطالبة كافة العاملين في المنظمة بمواصلة ترقية مهاراتهم الرقمية واستخدام البيانات بشكل استراتيجي: مما يساعد على جعل البرنامج مستعدا للتعامل الذكي مع المستقبل ومواجهة تحدياته – #FutureSmartUNDP
وسيتعاون برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أيضًا مع الشركات العالمية والمحلية ورجال الأعمال والأكاديميين والباحثين والشباب وصانعي السياسات من أجل تعزيز التعاون حول الاستخدام المسؤول والمستدام للتكنولوجيا. وسيغذي هذا التعاون حاسم الأهمية عمل مختبرات تسريع الأثر الإنمائي التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إذ تعمل على إبراز حلول تنموية محلية – كثير منها رقمي— ومن ثم توسيع نطاق تبنيها.
وترتكز هذه الاستراتيجية على خارطة طريق الأمين العام للأمم المتحدة للتعاون الرقمي وإطار العمل المتضمن في تقرير أجندتنا المشتركة، وهي تكمل الجهود العالمية للأمم المتحدة الرامية إلى توسيع إتاحة خدمات الإنترنت عريض النطاق على نحو ميسور التكلفة وتعزيز قدرات التعامل الرقمي لدى مجموعات رئيسية في المجتمع، بما في ذلك النساء والأشخاص ذوي الإعاقة، بما يساهم في خلق فرص جديدة للعمل ويعزز التنمية البشرية.
ويضيف آخيم شتاينر: "تُظهر هذه الاستراتيجية الرقمية الجديدة أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لا يراوح في مكانه، إذ يتطلع إلى ما وراء الأفاق المباشرة للمساعدة على خلق ضمان مستقبل رقمي للجميع، مسترشداً بالأهداف العالمية."
للمزيد من المعلومات رجاء مطالعة: digitalstrategy.undp.org