"لقد حوّل هذا السوق فيروس كورونا إلى فرصة لنا ولعائلاتنا" يقول محمود فاضل، صياد في مرفأ الجية. ففي ظل الصعوبات الكثيرة التي فرضها انتشار هذا الفيروس، إلا أن الصيادين مصرّون على العمل بإيجابية.
منذ طفولته، أحبّ محمود مراقبة أبيه وجدّه خلال رحلات صيدهم. وبعد سنوات عديدة شغل فيها وظائف عديدة وخسرها بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، قرر محمود وإخوته إحياء المهنة التي توارثوها أباً عن جد، معتمدين على الصيد لكسب قوتهم من البحر، وتحديداً من الجية، مسقط رأسهم.
منذ قيام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتأهيل كامل المرفأ وبناء سوق للسمك بدعم من الحكومة البريطانية، أصبح محمود وقرابة الأربعين صياد قادرين على بيع صيدهم إلى الزبائن مباشرة. بالإضافة إلى زيادة مداخيل الصيادين وتوفير بعض النفقات التي كانوا يتكبّدونها سابقا، يستقطب هذا السوق زوارا من داخل البلدة وخارجها، ممّا يعود بالفائدة على عدد من النساء والرجال في ساحل الشوف المعتمدين على الصيد كمصدر أساسي لمعيشتهم. كما وقد قام الصيادون ببناء أول قارب مستخدمين المنشرة والمعدات التي زودهم بها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ضمن مشروع الدعم الشامل للجمعية التعاونية لصيادي الأسماك في ساحل الشوف، الذي تضمن أيضاً تأمين قوارب وتدريبا للصيادين.
"مع غياب الأسماك المستوردة من الأسواق بسبب [الإجراءات المتخذة لاحتواء] فيروس كورونا، زادت مبيعاتنا بنسبة فاقت توقعاتنا"، يخبرنا محمود بصوت يحمل الكثير من الأمل.
ملتزمة بالإجراءات التي وضعتها الحكومة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، تحرص التعاونية على تطبيق إجراءات وقائية شديدة. ففريق العمل في السوق يحرص على التباعد الجسدي بين الزبائن، كما يلتزم العاملون والزوار باستخدام الأقنعة داخل السوق وتعقيمه بانتظام. أما خلال رحلات الصيد، فلا يزيد عدد الصيادين على كل قارب عن اثنين فقط.
بحسب ما قال الزبائن لمحمود، فإن إجراءات السلامة والنظافة المتخذة هي الدافع الرئيسي خلف عودتهم إلى السوق مجددا.
تم التقاط بعض الصور قبل انتشار فيروس كورونا