"بعد ٣٠ سنة من العيش والشغل ببيروت، عم رمم بيت عيلتنا بجزين لإرجاع عيش وكمل حياتي هون"، قال سليم سلام، مزارع ناشئ وجد في زراعة التفاح فرصة لمواجهة التحديات الاقتصادية المتزايدة في لبنان.
تشتهر منطقة جزين بقطاعها الزراعي الذي يشكل مصدر عيش أساسي للعديد من العائلات في المنطقة. على أثر الحرب في لبنان وتمركز النشاط الاقتصادي وكافة الخدمات في المدن، اضطر الكثير من سكان جزين إلى بيع أراضيهم والنزوح إلى العاصمة بالأخص فئة الشباب منهم الذين غادروا بحثًا عن فرص عمل، مما أدى إلى خلق آثار سلبية على القطاع.
لقد دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المزارعين في جزين منذ عام ٢٠١٨ عبر مبادرة متكاملة تم تحديدها كأولوية من قبل المجتمع المحلي وشملت تأسيس مركز لفرز التفاح، غرف تبريد وبحيرة للري.
كما وأن هذه المبادرة عملت على إنشاء بنية تحتية شاملة للقطاع تعزز قدرة المزارعين في جزين، تزيد نسبة المشاركة وتخلق فرص عمل في مجال الزراعة. في غضون ذلك، نجحت المبادرة على تخفيف آثار التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها لبنان اليوم وذلك عبر تجهيز المزارعين للتغلب عليها وتحويلهم إلى حوافز للتطوير والربح.
عبر استخدام مركز فرز وتبريد التفاح الذي أسسه وجهّزه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع الحكومة البريطانية، حصد المزارعون اليوم ما تم زرعه وذلك لأنهم ولأوّل مرة قاموا بتصدير أكثر من ٣٠٠٠ صندوق تفاح مفرز من جزين إلى خارج لبنان. تشكل هذه الخطوة مستقبلاً واعداً في ظل إقتصاد لبناني يعتمد بجزء كبير على الاستيراد كما وأنها بداية واعدة لجزين لتصبح مصدر رئيسي لتصدير التفاح.
"عم يتصلوا فينا بكثافة من كل أنحاء العالم ليطلبوا نصدّرلن تفاح لدرجة ما عنا كفاية لتلبية الطلبات،" قال جهاد الأسمر، رئيس تعاونية جزين الزراعية. " هالمركز ساعدنا نحسن نوعية الإنتاج، الشي اللي بيسهّل عملية التسويق"
نظرًا للصعوبات التي يواجهها المزارعين من ناحية توفر المياه للري، تضمنت مبادرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بناء بحيرة الصوان في جزين البالغة مساحتها ١٤٠٠٠ متر مكعب. تم تشييد هذه البحيرة بالشراكة مع ألمانيا عبر البنك الألماني للتنمية وذلك بهدف توفير وسيلة ريّ فعّالة ومستدامة لزراعة الأراضي الغنية بالتفاح تبعاً للتقنيات الحديثة.
"من بعد ما صار عنا مياه كافية للري، صرت قادر ارجع ازرع أرض جدودي بتقنيات حديثة، حسن الجودة وأنتج مجموعة متنوعة من اصناف التفاح،" أضاف سليم.
تحفز المبادرة الشاملة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي فلاحي جزين على تكريس كل جهودهم نحو مواسم الحصاد القادمة وتدعم شباب المنطقة للحفاظ على أراضي أجدادهم والتمسك بها كونها هدايا تستمر بالعطاء!
"من خلال الدعم يلي تلقيناه من المبادرة، مسكتو بأيد الشباب وشجعتوهن إنو يرجعو على أراضيهم، يكونوا نشيطين ويشوفوا بارقة أمل بهيدي الأيام الصعبة،" قال سليم.