استكشاف آفاق مهنية جديدة وإطلاق إمكانات الأعمال في العراق: المحاميتان المتميزتان الحاصلتان على جوائز زهراء عامر ومندانا سامان عبدالله
16 أكتوبر 2024
كان شرفًا عظيمًا أن أفوز بجائزة خاصة في فيينا وأن أحظى بالاعتراف على مستوى دولي! لقد كان تمثيل العراق لأول مرة في مثل هذه المسابقة المرموقة تجربةً استثنائية"، تقول زهراء عامر. "هذه التجربة جعلتني أُدرك أن العراق مليء بالإمكانات غير المستغلة والمواهب المخفية. كل ما نحتاج إليه هو دفعة صغيرة في الاتجاه الصحيح، مثل الدعم الذي تلقيناه أنا وفريقي من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق."
شاركت زهراء، خريجة كلية الحقوق حديثًا، في مسابقة التحكيم والوساطة الدولية (IBA-VIAC CDRC) في فيينا، النمسا. كان هذا أول ظهور للعراق في الحدث، وقد حصل الفريق على جائزة "أفضل بيان افتتاحي للوسيط"، اعترافًا بتميزهم المهني.
على نفس المنوال، تشعر مندانا سامان عبدالله بالفخر بتمثيل العراق في الساحة الدولية. لقد شاركت في مسابقة الوساطة بين المستثمر والدولة في كولومبو، سريلانكا. تقول مندانا: "كانت هذه المسابقة قمة مليئة بالانتصارات والدروس المستفادة، وبالتأكيد، أحببت استكشاف كولومبو، هذه المدينة البعيدة عن العراق، والتواصل مع أشخاص رائعين من مختلف أنحاء العالم." حصلت مندانا وفريقها على جائزة خاصة للتميز في الدفاع عن الوساطة.
الوساطة كأسلوب حياة وكأداة للممتهني المجال القانوني
كلٌ من زهراء ومندانا، المحاميتين المستقبليتين للعراق، عازمتان على المساهمة في الجهود الوطنية لبناء إطار قانوني متين يمكن المستثمرين الأجانب من الثقة في السوق العراقي.
جنبا إلى جنب مع طلاب آخرين من 9 جامعات ، حضروا ورش عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول الوساطة التجارية واليات واساليب التفاوض. وفي أعقاب ورش العمل، دعم البرنامج الإنمائي تدريبهم وإعدادهم للمسابقات الدولية، حيث عرضوا المهارات التي اكتسبوها.
تتحدث زهراء عن تجربتها التي دفعتها لمتابعة مسار مهني في حل النزاعات التجارية، إذ قالت زهراء: "لقد فتحت هذه الرحلة لي آفاقًا جديدة نحو مفاهيم ومهارات وثقافة لم أكن على دراية بها من قبل ، ألا وهو مفهوم حل النزاعات. كمحامين، نتعلم فقط كيفية الدفاع عن المواقف القانونية، لكننا غالبًا ما نفتقد الجانب التجاري والمصالح غير القانونية التي قد تكون لدى العميل، مثل الحفاظ على السمعة أو العلاقات التجارية. جعلني التدريب أدرك أن فهم وجهة نظر الطرف الآخر يمكن أن يكون في كثير من الأحيان استراتيجية أكثر فعالية لحماية مصالح موكلينا. كانت هذه تجربة ثاقبة، وأنا ملتزمة بمتابعة مسيرتي في هذا المجال."
توضح مندانا قائلة: "كانت الوساطة في السياق القانوني جديدة تمامًا بالنسبة لي، وكنت ربما متشككة في البداية ولكن متحمسة لاستكشاف جوهرها وتأثيرها المحتمل في العراق." وتضيف: "من خلال التمارين والجولات المتعددة لتمثيل الأدوار، التي أُتيحت لي فيها فرصة المشاركة كممثلة للطرف، أدركت كم نخسر لمجرد رفضنا الاستماع. المهارات التي تعلمتها هي مهارات حياتية ستخدمني في العديد من السياقات." وتضيف زهراء: "العراق بحاجة إلى مهنيين قانونيين يمتلكون المعرفة والمهارات اللازمة للدفاع عن اساليب حل النزاعات الحديثة مثل الوساطة والانخراط فيها. هذا سيسهم في حل النزاعات التجارية بشكل أسرع وبتكلفة أقل، ويساعد في الحفاظ على العلاقات التجارية عندما تكون ذات قيمة."
تتطلع مندانا أيضًا إلى تقدم العراق في هذا المجا ، إذ قالت " لكي يأخذ العراق مكانته الصحيحة في المحافل الدولية، نحتاج إلى قوانين شاملة وقوية في مجال الوساطة والتحكيم، وتطوير طرق فعالة لحل النزاعات التجارية. إذ ستتيح هذه الآليات حلولًا أسرع وأكثر موثوقية للنزاعات التجارية، مما يجعل السوق أكثر جاذبية وموثوقية وأمانًا للمستثمرين الأجانب."
الشباب هم المستقبل
ترى كلتا الشابتين مستقبلًا واعدًا للعراق من خلال تطوير قطاعه التجاري. تقول زهراء: "نحن نتصور عراقًا ذا اقتصاد قوي ومتنوع. يمكن لقطاع الأعمال المتطور أن يفتح إمكانات العراق، ويحسن حياة الناس، ويقوي بلدنا في مواجهة الصراعات. لتحقيق هذه الرؤية، يجب أن يكون الاستثمار في الشباب أولوية قصوى. نحن، كشباب، المستقبل. لدينا الإرادة والإمكانات لدفع عجلة التغيير."
أنها الوساطة ، ليست التأمل
كثيرًا ما يخلط الناس بين الوساطة والتأمل، ولكن ما هي الوساطة ولماذا هي مهمة للعراق؟ الوساطة هي عملية يتوسط فيها طرف ثالث محايد بين طرفين متنازعين لمساعدتهما في مناقشة قضاياهما، والتفاوض، وتقييم المخاطر، وإيجاد حلول تفيد كلا الطرفين. تتيح هذه العملية المحافظة على العلاقات التجارية أو الشخصية وتعززها. كما تمكن الوساطة الشركات من حل نزاعاتها بشكل أسرع وأكثر كفاءة بدلا من اللجوء إلى البيروقراطية القضائية.
من خلال مبادراتها في مكافحة الفساد والتحكيم الممولة من الاتحاد الأوربي، يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق على خلق سوق صديقة للمستثمرين من خلال تطوير إطار حل النزاعات التجارية في البلاد. يشمل ذلك دعم الإصلاحات القانونية مثل قانون التحكيم الجديد في العراق وتوقيع العراق مؤخرًا على اتفاقية سنغافورة بشأن الوساطة. كما قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتمكين المحامين المستقبليين في العراق، مثل زهراء ومندانا، من خلال تقديم ورش عمل لبناء القدرات وتسهيل مشاركتهم في المسابقات الدولية لحل النزاعات التجارية.