واجدة خلف جاسم: إلهام جيل جديد من القيادات النسائية في الفلوجة
24 نوفمبر 2024
في سن 54، لم تتخيل واجدة خلف نفسها أبداً كحجر أساس للتغيير في مجتمعها، وبصفتها مدرسة في ثانوية البشرى للبنات في الصقلاوية، فهي الآن تساعد في تشكل حياة الشابات وتنشئ جيلاً جديداً من القيادات التي تشكل وتقود مستقبل العراق.
شاهد على التغيير
وُلدت واجدة ونشأت في محافظة الأنبار، حيث نشأت وهي تشهد التحديات التي شكلت مجتمعها، طوال فترة الصراع إلى إعادة البناء، وظلت ثابتة في اعتقادها بأن التعليم هو أساس التقدم لاي مجتمع. ومع ذلك، كانت تعلم أنه من أجل ترسيخ التغيير الحقيقي، يجب أن يتطور دورها كمدرسة إلى شيء أكثر عمقاً.
لقد اتخذت رحلتها منعطفاً محورياً عندما انضمت إلى برنامج تدريبي حول طرق القيادة في المجتمع لمكافحة العنف وذلك عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، والذي يستهدف النساء في المحافظات المحررة، وقد صُممت هذه المبادرة لدعم تمكين النساء كعاملات في قيادة المجتمع مثل واجدة. لم يكن الأمر يتعلق فقط بالتطور الشخصي بل كان يتعلق بإعادة تطوير فصلها الدراسي كمساحة لتعزيز الشجاعة والقيادة والطموح بين طالباتها.
تطوير الفصل الدراسي
عند عودتها إلى مدرستها، حملت واجدة معها شعوراً متجدداً وهو تحقيق هدف رئيسي في مجتمعها حيث بدأت في نسج دروس القيادة والنزاهة والطموح في منهجها الدراسي الذي تلقنه للطالبات، وشجعت طالباتها على التفكير خارج نطاق القيود المجتمعية. حيث توضح فكرتها وهي تقول:
"أن تصبح معلمة، وامرأة قادرة على القيادة ومواجهة تحديات الحياة، هو أفضل درس يمكننا تقديمه لطالباتنا لتوجيههم نحو مستقبل أفضل."
لقد شجعت الفتيات على رؤية أنفسهن ليس فقط كطالبات بل كمهندسات لمستقبل العراق. كان نهجها جديداً، حيث مزجت بين التعلم الأكاديمي والمهارات الواقعية - التفكير المنطقي والتحدث أمام الجمهور واتخاذ القرار، وهي كلها سمات أساسية للقادة الذين يحتاجهم العراق.
لقد أوضحت قائلة: "نحن مجتمع يحتاج إلى تعزيز وتعميق دور المرأة. من خلال بناء قادة أقوياء وطموحين، يمكننا تطوير حلول حقيقية للتحديات التي تواجه المرأة اليوم".
لقد اثبتت هذه الرؤيا نجاحها في جميع أنحاء المجتمع. حيث يرى الآباء بناتهم يكبرون بكل ثقة وفخر، من خلال دعمهم لبعض، وحتى القادة المحليين بدأوا يدركون قوة التغيير في المجتمع لتمكين الشابات.
غد أكثر إشراقًا
إن عمل واجدةهو جزء من تغيير أكبر وأكثر أملاً في العراق. فالشباب اليوم في جميع أنحاء البلاد يتبنون فكرة قيادة المرأة، ويدركون الدور المحوري الذي تلعبه في تشكيل القوى العاملة والحياة العامة في العراق. لقد تغير المجتمع، ولم يعد يُنظر إليهن كمشاركات سلبيات بل كمساهمات نشطات في تنمية العراق.
إن قصتها بمثابة شهادة قوية على كيف يمكن لشخص واحد، مزود بالتعليم والعاطفة، أن يشعل شرارة التغيير الدائم. ومن خلال تفانيها، تساعد واجدة في بناء الأساس نحوعراق أكثر شمولاً وازدهاراً حيث لا تشارك النساء في نجاحه فحسب، بل تقود الطريق نحوه.
تستمر مبادرة التدريب القيادي التي يقدمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لبناء القدرة على الصمود من خلال برنامج تعزيز التوظيف، بدعم من وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الاتحادية، من خلال بنك التنمية الألماني، في رفع مكانة النساء مثل واجدة. هذه البرامج بالغة الأهمية في تعزيز القدرة على الصمود وتعزيز التنمية المستدامة في المناطق العراقية المحررة من داعش. إن رحلة واجدة هي دليل على أن التعليم، عندما يقترن بالتمكين، يخلق تأثيراً قوياً يمكن أن يغير ليس فقط حياة الأفراد ولكن المجتمعات بأكملها.