لم تكن تعرف الطالبة ريان عبد الرزاق هجلس ما عساها أن تتوقعه عندما زارت تنزانيا هذا العام إلى جانب إلى 20 مشاركاً آخر من الشباب في إطار منتديات حوار الشباب السعودي الدولية.
فالمملكة العربية السعودية حريصة على توسيع مشاركة الشباب في التنمية، وزيادة قدراتهم القيادية، خاصة وهم يمثلون قطاعاً كبيراً في المجتمع. وتهدف وزارة الخارجية من خلال منتديات حوار الشباب السعودي الدولية التي أنشئت عام 2010، إلى كسر حاجز المسافات وخلق تفاهم أفضل بين الشباب، ويساندها في ذلك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
تقول ريان هجلس و التي تدرس الطب بجامعة الدمام: "الانفتاح على الثقافات المختلفة تجربة من الممكن أن تغير حياتك، إذا سمحت لهذا التغيير أن يحدث".
وفي حديثها لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، قالت ريان: "هذه الرحلة إلى تنزانيا وسعت من آفاقي وكيفية رؤيتي للأشياء. الآن، أصبحت أرى الأشياء بصورة مختلفة وأصبح لدي فهم أوسع بالثقافات والتنوعات المختلفة".
وزار الشباب السعودي، من خلال هذا البرنامج الذي بدأه الملك عبد الله لتعزيز الحوار بين الشباب على مستوى العالم، بلداناً مختلفة في جميع أنحاء العالم، مثل الصين، وإسبانيا، والهند، وكوريا الجنوبية، كما زار تنزانيا هذا العام.
وضم منتدى حوار الشباب السعودي التنزاني وفداً من الشباب السعودي الذي زار تنزانيا للتعرف والاطلاع، مع نظرائهم من التنزانيين، على الإطار الهيكلي للهيئات/المنظمات أو الجمعيات المختلفة والأدوار التي تقوم بها فيما يتعلق بموضوع "حفظ التنوع البيولوجي".
وأشرف على موضوع المنتدى وأنشطته الهيئة السعودية للحياة الفطرية، الهيئة المسؤولة عن حفظ الحياة الفطرية وتنميتها في المملكة العربية السعودية. أما الهيئة التنزانية المناظرة فكانت سلطات الحدائق الوطنية التنزانية المسؤولة عن إدارة الحدائق الوطنية التنزانية.
وقبيل مغادرة البلاد، حضر 20 شاباً حلقات عمل لتزويد المشاركين بمعلومات عن تنزانيا وما الذي يمكنهم توقعه لدى وصولهم. وعلى الرغم من أن الشباب العشرين كانوا جميعاً من المملكة العربية السعودية، إلا أن ريان لم تكن على معرفة بأي من المشاركين في الرحلة. وقد أتيحت الفرصة لريان، الطالبة الشابة القادمة من مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية، للقاء أشخاص مختلفين من مختلف الخلفيات بالمملكة.
وأثناء إقامتهم بتنزانيا، أتيحت لهم الفرصة لزيارة بعض المعاهد مثل المعهد التنزاني لأبحاث الحياة البرية، وهو مؤسسة شبه حكومية تحت إشراف وزارة الموارد الطبيعية والسياحة، تتولى مسؤولية إجراء وتنسيق الأبحاث المتعلقة بالحياة البرية وحدائق تنزانيا الوطنية.
وكان من بين ما لفت انتباه ريان هو كيفية قيامهم بإنجاز العمل في هذه المؤسسات. تقول ريان: "لم تكن المختبرات عالية التجهيز، بل كانوا في الواقع يستخدمون أبسط التقنيات لإنجاز مهامهم. ويعني هذا أن النقص المادي ليس عذراً لعدم التميز في عملك".
وحيث إن البرنامج يهدف لإقامة علاقات ثنائية بين شباب البلدين وتبادل التجارب بين المشاركين، تؤمن ريان بأهمية انفتاح العقل والقلب لتقبل كل الأفراد والثقافات، "الانفتاح على الثقافات المختلفة تجربة من الممكن أن تغير حياتك، إذا سمحت لهذا التغيير أن يحدث".
وأتيح للوفد فرصة فريدة لزيارة قرية ماساي، التي تضم مجموعة عرقية نيلية من الأفراد شبه الرحل، تقطن في كينيا وشمالي تنزانيا، حيث شاهد الوفد عاداتهم وملابسهم المميزة التي يشتهرون بها بين سائر السكان المحليين.
وفي ذلك تقول ريان من القطيف: "من الجميل حقاً مشاهدة الناس في بيئتهم ومحيطهم الخاص. فعلى الرغم من مشاهدتي فيلماً وثائقياً عن الماساي ذات مرة، إلا أن مشاهدة ذلك بعيني واطلاعي على معيشتهم أمر مختلف".
وترى ريان أن تجربتها مع وزارة الخارجية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي كمشاركة في منتدى الحوار السعودي الدولي تجربة رائعة: "أنا سعيدة للمشاركة ضمن هذا الفريق الرائع من المشرفين والمشاركين والزملاء التنزانيين، لقد كان الجو تعاونياً ودوداً، وأود لو كررت ذلك كله مجدداً".
وعلى الرغم من انتهاء المنتدى، إلا أن جلسات الحوار المستمر بين الشباب السعودي والتنزاني ما زالت قائمة حيثما ابتكر هؤلاء الشباب مبادرات خلاقة يمكن أن تتطبق ثنائياً وعالمياً. وسترسل هذه المبادرات إلى الكيانات ذات الصلة، من خلال وزارة الخارجية، للمتابعة وتنفيذها بقيادة الشباب