الهند شريك تقليدي للمملكة العربية السعودية حيث استُكشفت أبعاد جديدة في السنوات الأخيرة منها على سبيل المثال في مجال الثقافة والتبادل الشبابي. إن أكثر من 50 في المائة من السكان السعوديين في الخامسة والعشرين من أعمارهم أو أقل، وتضع المملكة تنمية الشباب وتعزيز قدراتهم القيادية في صدارة أولوياتها. وتحقيقاً لهذا الغرض، أطلقت وزارة الخارجية السعودية بمساندة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مبادرة للتبادل الشبابي لتشجيع الحوار بين الأمم. جرى تبادل شبابي سعودي هندي حول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في 2012.
محمد الريفي، طالب سعودي عمره 18 سنة مشارك في المنتدى السعودي الهندي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات يحكي قصته فيقول: "أنا الأكبر من بين خمسة أولاد. لطالما أردت أن أكون طبيباً وأن أسافر حول العالم، وأحد أحلامي المستقبلية أن أكون مع أطباء بلا حدود. قبل منتديات الحوار الشبابية السعودية الدولية، كانت لديّ شبكة محدودة من الأصدقاء. كنت دائماً مسحوراً بالثقافات المختلفة ومدى تنوع الناس".
وأضاف قائلاً: الهند شديدة التقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومعظم شركات تكنولوجيا المعلومات العالمية لديها فروع كبرى في الهند. تشهد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات نمواً بأضعاف مضاعفة". "هذه الرحلة جعلتني أكتشف نفسي. لقد منحتني الثقة بالنفس وتقدير الذات اللذين جعلاني ما أنا عليه اليوم. منحتني هذه التجربة الفرصة للنمو كشخص".
انبثقت منتديات حوار الشباب السعودي الدولية تجسيداً لرؤية مبادرة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - في الدعوة للحوار بين أتباع الديانات والحضارات المختلفة، سعياً نحو تطوير ودعم العلاقات الثنائية الاقتصادية والثقافية والسياسية بين المملكة ودول العالم، وأملاً في استثمار حماس الشباب السعودي وإتاحة الفرصة له للتواصل الحضاري مع شباب العالم، وتفعيل دوره في نشر الصورة الإيجابية عن المملكة.
نُظمت منتديات حوار الشباب السعودي الدولية تحت رعاية وزارة الخارجية لأجل توفير الفرصة للشباب السعودي ليلتقي مع نظرائه من الدول المختلفة ويتبادل معهم المعرفة والثقافات ويصل لحلول مبتكرة للتحديات المحلية والعالمية. وقد غطت هذه المنتديات العديد من المواضيع مثل الطاقة المتجددة وإدارة العشوائيات واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحقيق التنمية والحفاظ على الهوية العمرانية وحماية التنوع الإحيائي والأبحاث الطبية والتعليم الإلكتروني والمدن الذكية. وانعقدت منتديات الشباب تلك في كل من البرازيل والصين وألمانيا وكوريا والهند وإسبانيا وتنزانيا.