عودة الحياة الى قرية الزاوية: قصة نجاح في إعادة توطين المجتمعات النازحة
27 أغسطس 2024
في منطقة خضراء غربي حديثة، بين قريتي الخسفة والمعاضيد، يمكنك ان ترى قرية الزاوية، والتي كانت مجتمعاً مزدهراً، ترك في حالة دمار بعد الصراع مع داعش، حيث دمر أكثر من 80٪ من القرية. أجبر هذا الدمار سكان القرية، بمن فيهم مهند حامد، وهو مدرس يبلغ من العمر 49 عاماً وعائلته، على الفرار بحثاً عن الأمان.
يتذكر مهند الأوقات الصعبة قبل أن يتم تقديم الدعم من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية: "أجبرتنا الحرب على ترك منازلنا، لقد هربت مع عائلتي إلى عدة أماكن حتى تمكنا من الوصول إلى شمال العراق. بعد دخول داعش، لم يبق أحد في القرية، ترك جميع الناس منازلهم".
مع تدهور الاوضاع في القرية، وانعدام الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء. حيث أدى تدمير محطة معالجة المياه، والتي تعد ضرورية لتزويد القرية بأكملها بالماء، إلى اضطرار السكان إلى السفر لمسافات طويلة يومياً لجلب المياه. وحتى عندما استأنفت المحطة عملها جزئياً، لم تتمكن من تلبية الاحتياجات اليومية لسكان القرية، حيث يوضح مهند: "كانت المياه شحيحة ويصعب الحصول عليها". "لم يكن الماء يصلنا إلا كل يومين لمدة ساعتين، ولم يكن الماء نظيفاً على الإطلاق". كل هذا أدى إلى عبء مالي ومادي على الناس، فضلاً عن انتشار الأمراض.
وعند عودته إلى قريتة الزاوية، واجه مشهداً من الدمار الشامل. القرية التي كانت نابضة بالحياة في السابق تحولت الآن إلى مدينة أشباح. وفي مواجهة الدمار، واجه هو وجيرانه مهمة شاقة تتمثل في إعادة بناء منازلهم. وعلى الرغم من التحديات الهائلة، ظهر بصيص أمل بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
كان إعادة تأهيل محطة مياه الزاوية بمثابة نقطة تحول. فقد مكّن هذا المشروع أكثر من 1000 شخص من الاستفادة من إمدادات المياه، وإحياء الخدمات الأساسية وإعادة الحياة إلى القرية. وإلى جانب إصلاح المحطة، عالج البرنامج مستويات المياه المتقلبة بالقرب من سد حديثة، والتي كانت تشكل تحديات كبيرة. ومن خلال إعادة تأهيل محطة السحب وتركيب ثلاث محطات أنابيب، وبذلك استطعنا ان نضمن إمداداً ثابتاً ومتواصلاً للمياه إلى قرية الزاوية..
يسلط المهندس أحمد أكرم معاون المدير في مديرية ماء حديثة الضوء على الوضع قائلاً: "لم يقبل الأهالي العودة إلى مناطقهم نظراً لنقص الخدمات الأساسية، وبعد تدمير المحطة كنا نعمل جزئياً بأقل من 30% من طاقة المحطة. واليوم بعد إعادة تأهيلها بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تعمل المحطة بكامل طاقتها البالغة 200 متر مكعب في الساعة، كما قمنا بزيادة الطاقة الإنتاجية بإضافة خزانات إضافية تتسع لحوالي 600 متر مكعب".
لقد ثبت أن عودة المياه كانت عاملاً محورياً في تشجيع الأسر على العودة الى مناطقهم، وضمان الحصول على مياه شرب آمنة، وخلق بيئة مستقرة لإعادة التوطين. يقول مهند: "أنا سعيد برؤية الخدمات وقد اعيد تاهيلها وبدأت تعمل مره اخرى. نأمل أن يضمن هذا العمل ان يعود الناس الى حياتهم لما قبل الصراع".
ويختتم مهند كلامه بالامتنان والأمل: "نحن ممتنون لما حققناه اليوم بعد تحرير القرية، ونأمل أن نتلقى المزيد من الدعم لمساعدتنا في إعادة بناء قريتنا".
تم اعادة تاهيل محطة معالجة المياه في الزاوية من قبل برنامج اعادة الاستقرار للمناطق المحررة التابع الى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق (FFS) وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، تنتج محطة الماء اليوم أكثر من 200 متر مكعب من المياه يومياً وتخزن أكثر من 600 متر مكعب، وتقدم خدماتها لاكثر من 1000 عراقي.