كان لديها حلم أن تصبح طبيبة، لكن حلمها انتزع منها عندما أجبرت على ترك المدرسة والزواج بسن مبكر. لكن مع مضي السنوات فإنها تتطلع لما هو أكبر من ذلك الحلم.
كان لديها حلم، ولم تتخل عن حلمها
23 أغسطس 2022
تعرفوا على كوثر التي تبلغ من العمر 28 عاماً من تلكيف، المدينة الآشورية في شمالي العراق، بعد مرور خمس دقائق من الحوار معها بدى على محياها الحزن عندما تذكرت كيف أجبرت على ترك المدرسة والتخلي عن أحلامها، بعد ان أبقاها أبيها داخل المنزل بعيداً عن المدرسة، انضمت كوثر إلى بقية أفراد عائلتها للعمل في الحقل وتربية المواشي.
بالرغم من إبعادها عن المدرسة، فإن كوثر كانت تأمل في الحصول على فرصة في الحصول على التعليم، لكن عند بلوغها سن السابعة عشر، قام والدها بتزويجها لشخص من نفس المنطقة، بمرارة تتذكر شعورها آنذاك وتقول: " شعرت بشعور رهيب. لقد تدمرت حياتي. كنت مازلت صغيرة ومع ذلك تزوجت، لقد نصحنني صديقاتي ألا أتزوج، لكنني أخبرتهم أن والدي أعطى كلمته ولا يمكنه التراجع عنها ".
إن الزواج في سن صغيرة يعرض النساء والفتيات لمخاطر العنف المنزلي، وعدم الاستقلال المالي وخطر أكبر بالتعرض لمضاعفات خطيرة أثناء الحمل والولادة.
لم يكن هذا الموضوع حكراً على كوثر وحدها. أجبرها ذلك الزواج على بلوغ سن الرشد قبل أن تكون مستعدة جسدياً أو عقلياً. كان لهذا الزواج عواقب وخيمة على صحتها، أنجبت طفلها الأول بعد عام من الزواج، وطفلها الثاني في نهاية ذلك العام، تروي حالات حملها المعقدة: “كل المسؤوليات تركت لي، كان من الصعب التعامل معها، كنت صغيره جدا للقيام بكل ذلك، لم أكن على مستوى المسؤولية، لذلك، كان على حماتي وزوجي مساعدتي في طفلي الأول".
لحسن الحظ، كان زوج كوثر أكبر منها بسنة واحدة، وكان مستعداً لتحمل بعض المسؤولية، كان يعمل في مصنع الدقيق المحلي ويعول الأسرة ويدعمها في المنزل.
ومع ذلك، أصبحت الحياة أكثر تعقيداً بالنسبة لكوثر حيث انه أثناء التحرر من داعش، في عام 2014، حين فقدت زوجها في غارة جوية. الآن، وهي أم لخمسة أطفال تُركت لتربية أطفالها بمفردها دون استقلال مالي، أو معرفة القراءة والكتابة، عند عودتها إلى منزلها بعد التحرير أعطاها مسجد محلي 50 ألف دينار عراقي (حوالي 34 دولاراً أمريكياً) شهرياً، لم يكن هذا المبلغ الصغير كافياً لتغطية نفقاتهم.
تعرفنا على كوثر وقصتها، عندما تعرفت على فرصة الأعمال والمنح الصغيرة التي قام بتنظيمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال برنامج الاستجابة للأزمات والصمود/ بالشراكة مع منظمة الرؤية العالمية. تلقت كوثر دورة تدريبية في مجال الأعمال مدتها خمسة أيام، تلتها منحة قدرها 1000 دولاراً أمريكياً كانت قد استخدمتها لشراء أبقار وأغنام.
اليوم تدير كوثر مزرعة ألبان صغيرة، بعد أن عرفت حاجة السوق المحلية لهذا المنتج، تنتج الزبادي الطبيعي وتبيعه في الحي الذي تعيش فيه، الآن، لدى كوثر مصدر دخل ثابت تقريباً.
كأم أرملة تدير أعمالها الخاصة تؤمن كوثر بالاعتماد على الذات، حيث تقول: "يجب على النساء أن يدافعن عن أنفسهن. يجب على النساء العمل والاعتماد على أنفسهن".
على الرغم من كل الصعوبات، فإن كوثر مصممة على الخروج من الوضع الذي هي عليه الآن من أجل أطفالها، وتخطط للتركيز على ضمان حصولهم على تعليم جيد. هي الآن لديها تطلعات أكبر. "حلمي هو تعليم أطفالي وضمان بناء منازلهم بالنسبة لي، انتهت حياتي ومستقبلي. لكن يمكنني أن أتمنى وأحلم لأولادي".
* تم تغيير الاسم لحماية الهوية.
لقراءة نسخة القصة التي نشرت بواسطة منظمة الرؤية العالمية اضغط هنا