تسليم قارب مطاطي صلب الهيكل إلى محمية جزر النخيل الطبيعية بمناسبة افتتاح موسم الزيارة لسنة 2024
26 يونيو 2024
الأربعاء 26 حزيران 2024: سلّم كل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وزارة البيئة، السفارة الإيطالية في لبنان والوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS) قاربًا مطاطيًا صلب الهيكل إلى محمية جزر النخيل الطبيعية بمناسبة افتتاح موسم الزيارة لسنة 2024. ويعتبر هذا القارب ضرورياً لتعزيز قدرات لجنة إدارة المحمية في الإدارة والمراقبة، وضمان حماية أفضل لأنظمتها الايكولوجية المتنوعة، بما في ذلك الأنواع المهددة بالانقراض والطيور المهاجرة. وبالتالي، دعم الحفاظ عليها وتعزيز السياحة البيئية المستدامة مما يسهل عملية تطبيق القوانين المتعلقة بالمحميات بشكل أفضل.
ووفقًا للقانون الإطار رقم 130 لعام 2019 المتعلق بالمناطق المحمية، فإن المحميات الطبيعية هي مناطق برية أو بحرية يتخذ فيها تدابير للحفاظ على الطبيعة لحماية النظم الإيكولوجية أو الموائل أو الكائنات الحية ذات الأهمية الخاصة. تُنشأ المحميات الطبيعية بموجب قانون وتشرف عليها وزارة البيئة.
للحفاظ على مرونة المحميات الطبيعية في لبنان، كما هو منصوص عليه في الاستراتيجية وخطة العمل الوطنية للتنوع البيولوجي لعام 2016 لوزارة البيئة، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بتمويل من وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الجمهورية الإيطالية من خلال الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS)، بتطوير مشروع Step4Nature. يهدف هذا المشروع، المنفذ بالتعاون مع وزارة البيئة الى حماية المحميات الطبيعية في لبنان وتعزيز قدراتها وتحسينها، بما في ذلك المناطق المحمية الساحلية والبحرية من المنظور المؤسساتي، والاجتماعي، والاقتصادي والتقني. وبما أن محمية جزر النخيل الطبيعية تفتقر إلى وسائل النقل لوصول لجنة إدارتها إلى الجزر من شاطئ طرابلس، فإن ذلك يعيق التنفيذ السليم لخطة إدارتها ومتابعة الأنشطة اليومية خلال موسم الصيف ومراقبة التنوع البيولوجي. ولمعالجة هذه المشكلة، تم تقديم قارب مطاطي صلب الهيكل مزود بمحرك خارجي لهذه اللجنة. وسوف يسهل هذا القارب الوصول إلى الجزر لأغراض الإدارة والمراقبة، مما سيمكن اللجنة من حماية التنوع البيولوجي للمحمية بشكل أفضل، والحفاظ على تصنيفاتها الدولية، وتحسين تطبيق القانون.
وبعد حفل تسليم القارب، تم تنظيم جولة من شاطئ طرابلس إلى محمية جزر النخيل الطبيعية. وقد سمحت هذه الجولة للحضور باكتشاف هذا النظام البيئي الساحلي والجزري الفريد والنادر في لبنان وتمكنت من تسليط الضوء على أهمية النظم البيئية الساحلية.
وقد حضر الحفل معالي وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين قائلا: "منذ إنشائها في العام 1993، تعمل وزارة البيئة على حماية الموائل الطبيعية والأنواع المستوطنة والمهددة بالانقراض استناداً إلى التفويضات التشريعية (أي القانون الإطاري الأخير للمناطق المحمية، القانون 130 الصادر في نيسان 2019). المناطق المحمية ليست جزرًا معزولة؛ فهي مترابطة من خلال الممرات الايكولوجية ، مما يخلق شبكة متواصلة من الحماية. وعلى لبنان اعلان المزيد من المناطق المحمية لتحقيق أهداف 30/30، مما يضمن مرونة واستدامة نظمنا الايكولوجية الطبيعية. إن المحميات الطبيعية، مثل محمية جزر النخيل الطبيعية، هي "نقطة ساخنة" للتنوع البيولوجي للحيوانات والنباتات اللبنانية، ولكنها الأكثر عرضة للخطر وعليه يجب أن تعطى الأولوية للحماية".
بدوره، أكد سعادة السفير الإيطالي في لبنان السيد فابريسيو مارتشيللي أن "إيطاليا هي موطن للعديد من المناطق المحمية، حيث تم إنشاء أول حديقة وطنية قبل أكثر من 100 عام وأول حديقة بحرية وطنية في عام 1986، وهذه الخبرة الطويلة هي مصدر لخبرات واسعة في إدارة المناطق المحمية ومواردها الطبيعية. (...) ان هذا المشروع هو المثال الأبرز على التزام الدولة الإيطالية بالحفاظ على الموارد الطبيعية والمناطق المحمية، خاصة خلال هذه السنوات الحرجة الأخيرة للبنان، التي شهدت زيادة ملحوظة في الضغط على المناطق والموارد الطبيعية". وتابع: "ستسمح هذه المبادرة التي قمنا بها في جزر النخيل، للسياح المحليين والدوليين، بالتمتّع بهذه المحمية الجميلة، ونباتاتها وحيواناتها بطريقة تحقق استدامةً بيئية، مما يقلل من التأثير السلبي للسياحة، التي تُعَد سببًا رئيسيًا لتدهور البيئة في المناطق الطبيعية".
أما الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان السيدة بليرتا أليكو، فقد أوضحت أن لبنان "طرف في العديد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية والإقليمية المتعلقة بالحفاظ على التنوع البيولوجي من أجل الحفاظ على نظم إيكولوجية فعالة ومتوازنة وصحية. ويشكل تدهور التنوع البيولوجي وفقدانه خطراً حقيقياً، ليس فقط على مناخنا، بل أيضاً على البشرية والرفاه الاقتصادي للناس".
وتابعت: "يواصل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دعم الحكومة اللبنانية للوفاء بالتزاماتها بشأن الحفاظ على التنوع البيولوجي. ويشكل مثال جزيرة النخل المصنفة كمحمية طبيعية، شهادة على التزام شركاء متعددين بالحفاظ على التنوع البيولوجي ومواجهة تأثير تغير المناخ وضمان الإدارة المستدامة لنظمها الايكولوجية ، مع تأمين طرق العيش المستدامة للسكان المحليين".
لمحة عامة عن محمية جزر النخيل الطبيعية:
أُنشئت محمية جزر النخيل الطبيعية بموجب القانون رقم 121 بتاريخ 9/3/1992 وتتألف من ثلاث جزر غير مأهولة في البحر الأبيض المتوسط، وهي جزيرة سناني ورامكين وجزيرة النخيل. تقع المحمية على بعد 5.5 كم تقريباً شمال غرب طرابلس - الميناء وتغطي مساحة 417.73 هكتار تقريباً (بما في ذلك الجزر الثلاث و500 متر من المياه المحيطة).
جزيرة النخيل (المعروفة أيضاً باسم جزيرة الأرانب أو جزيرة النخل) هي أكبر الجزر الثلاث، وتغطي مساحة 200.000 م2 (محيطها 1.78 كم) وتحتوي على أدلة من حقبات سابقة من الوجود البشري على شكل بئر مياه عذبة وملاحات قديمة وبقايا كنيسة قديمة تعود إلى الفترة الصليبية (1224 م).
تشكل شواطئ الجزر أحد المواطن القليلة المتبقية لتوالد السلحفاة الضخمة الرأس والسلحفاة الخضراء المهددتين عالمياً. أما فقمة البحر الأبيض المتوسط Monk Seal Monachus monachus المهددة بالانقراض، فقد كانت تُشاهد بانتظام حتى السنوات الأخيرة، ولكن نادراً ما شوهدت منذ ذلك الحين. توفر العديد من الكهوف والصخور الساحلية يشكل مكان مهم لتكاثر الأسماك، كما أن حوالي 42 نوعًا من الطيور المهاجرة (بما في ذلك 6 أنواع من القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية) تتغذى وتستريح على الجزر قبل الانتقال إلى البر اللبناني للتكاثر. علاوة على ذلك، فإن المحمية غنية بالنباتات الساحلية، كما أن مياهها غنية بالأسماك والإسفنج البحري والأنواع البحرية الأخرى. أجزاء من المحمية مفتوحة للسباحة خلال أشهر الصيف.
تحيط بجزر النخيل أيضاً العديد من حطام السفن البحرية الجديرة بالملاحظة والتي تساهم في تراث المنطقة وتنوعها البيولوجي تحت الماء. هذه الحطام ذات أهمية كبيرة للغواصين وعلماء الآثار البحرية، مما يعزز الثراء البيئي والتاريخي للمنطقة.
تم إعلانها محمية طبيعية في عام 1992، وسُمح للزوار بالقيام بجولات بصحبة مرشدين والسباحة بين شهري تموز وأيلول منذ عام 1998. وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، تم اعلان المحمية "أرض رطبة ذات أهمية دولية" من قبل اتفاقية رامسار المتعلقة بالأراضي الرطبة في 03-08-2001 (موقع رامسار رقم 1079)، و"منطقة محمية خاصة ذات أهمية خاصة في البحر الأبيض المتوسط" (SPAMI) وصنفت على أنها "منطقة مهمة للطيور" (IBA، LB001) من قبل منظمة حياة الطيور الدولية (استوفت معايير IBA A1، B2 (2008)).
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:
في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي – لبنان | مريم سويد |maryam.sweid@undp.org | +961 (71) 366 212
نبذة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان منذ عام 1986 كشريك تنموي يدعم الانتعاش الاقتصادي، بما في ذلك العمل مع البلديات لتقديم الخدمات الأساسية للمجتمعات المضيفة، وتعزيز الطاقة النظيفة وإدارة النفايات الصلبة، وتعزيز الحوكمة وسيادة القانون، وتقديم الدعم للانتخابات، والعمل على تمكين المرأة والشباب.