من أجل مجتمعٍ اكثر شمولاً: التدريب على صيانة الطاقة الشمسية والهواتف المحمولة يدعم الشباب اليمني من ذوي الإعاقة
4 ديسمبر 2024
في اليمن، البلد الذي يعاني من أزمة اقتصادية وصراع وأحداث مناخية شديدة، يعتبر الأشخاص ذوي الإعاقة من بين الفئات الأكثر ضعفًا. إن الصعوبات الاقتصادية المستمرة تجعل العديد من الناس غير قادرين على الوصول إلى الخدمات الأساسية والدعم. ووفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، يعاني ما لا يقل عن 4.5 مليون شخص في اليمن من الاعاقة، وهو ما يمثل حوالي 15٪ من السكان. يمكن أن يواجه هؤلاء الأفراد حواجز كبيرة، بما في ذلك الشعور بالتهميش، ونقص البنية الأساسية التي يمكن الوصول إليها، والفرص المحدودة لدعم سبل عيشهم.
في مواجهة التحديات المختلفة، التدريب المهني في مواضيع مثل صيانة الطاقة الشمسية وإصلاح الهواتف المحمولة، يوفر مهارات أساسية ويفتح الأبواب أمام فرص جديدة والاستقلال الاقتصادي.
يهدف مشروع الحماية الاجتماعية لتقديم التماسك الاجتماعي للمجتمع اليمني، والذي تم تمويله بسخاء من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إلى تعزيز التماسك الاجتماعي وتوفير الدعم الأساسي للمجتمعات الضعيفة، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة. ومن خلال تمويل ودعم التدريب المهني، يلعب هذا المشروع، الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، دورًا حاسمًا في دعم مجتمع أكثر مرونة وشمولاً في اليمن.
"كانت مشاركتي في دورة صيانة الجوالات في مديرية تريم بمحافظة حضرموت تجربة تغيير جذرية بالنسبة لي. كمتدربة تعاني من إعاقة حركية، اكتسبت معارف ومهارات قيمة أعتبرها ضرورية لتطوري. لقد فتح هذا التدريب الأبواب لنا، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة. أشعر بالتمكين، والتحرر من قيود إعاقتي. حلمي هو إطلاق مشروع يسمح لي بدخول سوق العمل والتعاون مع أقراني لإنشاء قسم مخصص للنساء في محلات صيانة الجوالات." - منال، مشاركة في التدريب.
تم تصميم التدريب المهني في صيانة الطاقة الشمسية وإصلاح الهواتف المحمولة ليكون شاملاً، مما يضمن مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل كامل. تقدم هذه الجلسات تدريبًا عمليًا، مما يمكن المشاركين من اكتساب المهارات العملية التي تحظى بطلب كبير. مع الاعتماد المتزايد على الطاقة الشمسية والاستخدام الواسع النطاق للهواتف المحمولة، أصبحت هذه المهارات لا تقدر بثمن.
"كان تدريب صيانة الجوالات في مديرية الشيخ عثمان بمحافظة عدن استثنائيًا. مثل هذه الدورات حيوية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تساعدنا على تطوير مهاراتنا والاندماج في المجتمع أثناء دخول سوق العمل. بالنسبة لشخص يعاني من إعاقة حركية، فإن مثل هذه الفرص نادرة، ومن الرائع أن أكون جزءًا من هذا المشروع الذي يضم بنشاط الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. أنا متحمس لبدء مشروعي الخاص، ودخول سوق العمل، ودعم نفسي وأسرتي ماليًا." - علي، مشارك في التدريب.
"بصفتي شخصًا يعاني من إعاقة حركية، يسعدني أن أكون جزءًا من هذا التدريب. لقد منحتني صيانة الهاتف المحمول الفرصة لتحقيق حلمي في بدء عملي الخاص في صيانة وإصلاح الهواتف المحمولة. بعد التدريب، أشعر الآن بالثقة في قدرتي على إصلاح وصيانة الهواتف المحمولة." - وسام، متدرب في مجال صيانة الهواتف المحمولة من محافظة لحج.
الهواتف المحمولة هي أدوات أساسية للتواصل، خاصة وأن وسائل الاتصال التقليدية، مثل الهواتف الأرضية، أصبحت قديمة الطراز. يتيح التدريب على إصلاح الهواتف المحمولة للأفراد أن يصبحوا بارعين في تشخيص المشكلات الشائعة وإصلاحها، من استبدال الشاشة إلى استكشاف أخطاء البرامج وإصلاحها. هذه المجموعة من المهارات ذات قيمة خاصة في المناطق الحضرية، حيث الطلب على خدمات الإصلاح مرتفع.
"لقد استفدت كثيرًا من هذا التدريب، حيث تعلمت كيفية تركيب وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية، بما في ذلك فهم سعة الألواح والبطاريات والأحمال، وكذلك طرق التركيب المختلفة. الفرص المتاحة للأشخاص ذوي الإعاقة الجسدية نادرة، سواء في العمل أو التدريب أو التعليم، وكثيرًا ما أواجه نظرة سلبية من المجتمع. ومع ذلك، وجدت بيئة التدريب داعمة والمدرب متعاون للغاية. طموحي لا يزال قويًا؛ لن تمنعني إعاقتي من ممارسة مهنة طالما رغبت فيها. وعلى الرغم من تحديات التدريب المحدود وفرص العمل للأشخاص ذوي الإعاقة، إلا أنني عازم على النجاح." - رضوان، متدرب في صيانة الطاقة الشمسية من مديرية المنصورة بمحافظة عدن.
يوفر التدريب المهني فرصًا متساوية للحصول على التعليم وفرص العمل، مما يعزز مجتمعًا أكثر شمولاً. يكتسب المشاركون الثقة والشعور بالهدف ويشعرون بالتمكين للمساهمة بشكل هادف في مجتمعاتهم.
"إن ضعف السمع لدي يجعل من الصعب تلقي المعلومات بسهولة، لكنني ملتزم بتحسين الذات. أسعى بنشاط للحصول على المساعدة من زملائي وأبحث باستمرار عن المعرفة. لقد زودني هذا التدريب بفرصة قيمة لتعزيز مهاراتي في صيانة الطاقة الشمسية. أنا متحمس لدخول سوق العمل واستكشاف إمكانية بدء مشروعي الخاص أو التعاون مع زملائي المتدربين الذين التقيت بهم خلال الدورة التدريبية." - يزيد، متدرب في صيانة الطاقة الشمسية من مديرية تريم، محافظة حضرموت.
إن وفرة أشعة الشمس في اليمن تجعل الطاقة الشمسية خيارًا قابلاً للتطبيق ومستدامًا للعديد من المجتمعات. إن التدريب على صيانة الطاقة الشمسية يزود الأفراد بالمعرفة اللازمة لتثبيت وصيانة وإصلاح الألواح الشمسية. وهذا لا يوفر مصدرًا موثوقًا للدخل فحسب، بل يساهم أيضًا في تلبية احتياجات البلاد من الطاقة. بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، يوفر هذا المجال فرصة للعمل في صناعة متنامية تقدر الخبرة الفنية.
إن التدريب المهني في صيانة الطاقة الشمسية وإصلاح الهواتف المحمولة يزود الأشخاص ذوي الإعاقة بمهارات قيمة، مما يخلق فرصًا جديدة للاستقلال الاقتصادي والاندماج الاجتماعي.
***
يهدف مشروع "الحماية الاجتماعية لتقديم التماسك الاجتماعي للمجتمع اليمني" إلى المساهمة في الحد من الضعف وتعزيز قدرة المجتمعات المستهدفة المتأثرة بالأزمة في اليمن على الصمود والتماسك الاجتماعي من خلال خلق سبل كسب العيش المستدامة وتعزيز مبادرات بناء السلام. ويتم تمزيل المشروع من قبل وبدعم سخي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. يستهدف المشروع الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك النساء والشباب واليمنيين العاطلين عن العمل والفئات المهمشة مثل المهمشين والنازحين والأشخاص ذوي الإعاقة في ست مديريات في محافظات عدن وحضرموت ولحج. ويشجع المشروع مشاركة مؤسسات المجتمع المحلي على المستوى المحلي في تحديد أولويات المجتمع وتنفيذ المبادرات التي تعالج الضعف في مواجهة الصدمات والأزمات.