تعزيز الاقتصاد المحلي في مديرية البريقة من خلال رائدات الاعمال
28 نوفمبر 2024
على مدى العقد الماضي، انخفضت الإيرادات العامة في اليمن بشكل حاد نتيجة للأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، مما أثر على قدرة مؤسسات الدولة على تقديم الخدمات والبرامج العامة.
قبل اندلاع الصراع في اليمن، كان حوالي 49% من السكان يعيشون تحت خط الفقر. وكنتيجة للازمة ارتفعت أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، وفقد العديد من اليمنيين سبل العيش، وتراجعت القدرة الشرائية، وازدادت البطالة والاعتماد على المساعدات الإنسانية، مما ادى الى تفاقم حالة الفقر.
هذه هي عواضة. وهي عضوة في جمعية فُقُم النسائية في البريقة وواحدة من 21 امرأة شاركن في تدريبات تعليب التونة وإدارة الأعمال في البريقة بدعم من مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن الممول من الاتحاد الأوروبي.
"يأتي المصدر الرئيسي للدخل في مجتمعنا من صيد وبيع الأسماك. وكل ما تبقى من صيد الصيادين غير المباع، يتم تخزينه عادة في الثلاجات. ومع ذلك، فإن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر يعني أن الكثير منه يفسد، مما يجعلنا غير قادرين على تناوله أو بيعه"، قالت عواضة.
تعد مجتمعات مديرية البريقة من الأفقر في محافظة عدن، على الرغم من الموارد الغنية التي تزخر بها سواحلها. كما أن موقعها البعيد عن الخدمات، بما في ذلك المؤسسات التعليمية، كان سبباً في إعاقة تنمية المديرية لفترة طويلة. وقد أدت الأزمة إلى مزيد من التدهور في المديرية، مما أعاق التقدم.
"من خلال المشروع، تلقينا تدريبات حول تعليب وحفظ سمك التونة وإنتاج خلطات بهارات الأسماك. كما تعلمنا كيفية إدارة المبيعات وتوليد الدخل والإيرادات ووضع الميزانية والحفاظ على معايير الجودة وتسويق منتجاتنا. وقد ساعدنا ذلك على المستويين الشخصي والمهني"، تقول عواضة.
وتردد علياء، وهي مشاركة في التدريب تبلغ من العمر 23 عامًا من البريقة، نفس مشاعر عوضة: "من خلال هذا التدريب، تعلمنا كيف نكون حريصين في التعامل مع صيدنا. في كثير من الأحيان، تفسد الأسماك إما لأنها لم تُبع أو بسبب ممارسات الحفظ غير الفعّالة".
علياء، مثل العديد من النساء في المنطقة، اضطرت إلى التخلي عن التعليم العالي لدعم أسرتها. "نادرًا ما تجد أي شخص يستطيع تحمل تكاليف الدراسة الجامعية في البريقة. علاوة على ذلك، نحن بعيدون جدًا عن مؤسسات التعليم العالي"، كما تقول.
وإدراكًا منها لأهمية اكتساب مهنة فنية لتحسين معيشتها، شاركت علياء في التدريب. وتضيف: "ساعدتني المهارات التي اكتسبتها من التدريب في بدء مشروعي الخاص في صناعة بهارات السمك من المنزل".
"أصبحت النساء اللاتي حضرن التدريب قادرات الآن على دعم أسرهن ماليًا من خلال أعمالهن التجارية وأصبحن أكثر ثقة. لقد لاحظنا تغييرًا كبيرًا في موقفهن ومشاركتهن المدنية. أصبح بعضهن الآن قادرات على تمويل دراسات التعليم العالي لأفراد أسرهن،" تشارك أمينة، عضو مجلس إدارة الجمعية.
تأسست جمعية نساء فقم في عام 2011، وتقدم خدمات اجتماعية لمجتمع الثقب في البريقة. يتم تمويل الجمعية من خلال مصنع ملح الطعام، وقاعة تدريب، ومشغل خياطة، والآن مصنع التونة الصغير. توفر للنساء الدعم النفسي والاجتماعي وللأطفال مساحة آمنة للعب. أثناء الأزمة، بدأ أعضاء الجمعية العمل مع الوكالات الإنسانية لتقديم الإغاثة للمجتمع.
تشرح أمينة: "ساعدنا تدريب إدارة الأعمال أيضًا في إدارة الجمعية ورسم خطط التنمية".
كان إنشاء مصنع التونة الصغير جزءًا من خطة التنمية للجمعية. وبدعم من منحة من مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن، تم إنشاء المصنع الصغير وهو الآن في المراحل النهائية للحصول على التصاريح اللازمة للعمل وتسجيله كعلامة تجارية. المصنع تديره نساء بالكامل، وتعمل فيه 11 امرأة من المديرية بدوام كامل. ولديه القدرة على إنتاج 500 علبة تونة يوميًا، وستعمل الجمعية على إشراك المحلات التجارية والأسواق لبيع المنتجات، مما يخلق عملًا مستدامًا بالكامل.
إن دعم مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن لسلسلة قيمة الأسماك في اليمن لا يقتصر على هذا التدريب. فقد تم تنفيذ تدريبات مماثلة في حضرموت استهدفت النساء أيضًا، كما أجريت دراسة لسلسلة قيمة الأسماك، ويجري حاليًا إنشاء مركزين لتصدير الأسماك في عدن وحضرموت لدعم الجهود الوطنية في التوسع إلى أسواق أخرى.
كان هذا ممكنًا بفضل الاتحاد الأوروبي.