تبادل المعرفة يعزز الخدمات التي تقدمها السلطات المحلية في اليمن
22 أكتوبر 2024
في الفترة من 8 إلى 13 سبتمبر 2024، استضافت مدينة المكلا الساحلية بمحافظة حضرموت زيارة تبادلية كانت جزءاً من مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. تهدف المبادرة إلى تعزيز التعاون وتبادل المعرفة بين السلطات المحلية. اجتمع ممثلون من خمس محافظات – هي عدن وتعز وحضرموت ومأرب ولحج - لتعزيز المرونة المؤسسية من خلال تبادل الخبرات وأفضل الممارسات، وتعزيز بيئة التعلم التعاوني للتنمية المحلية. سهّل هذا البرنامج، الذي استمر خمسة أيام، إجراء مناقشات هادفة وتعليم عملي وبناء علاقات ستستمر في إفادة هذه المحافظات في السنوات القادمة.
التواصل من أجل حلول مشتركة
وقد أعرب الدكتور نبيل جامل، مدير عام مكتب وزارة التخطيط والتعاون الدولي في تعز، عن سعادته بالمشاركة في هذا التبادل، قائلًا: "كانت هذه فرصة لنا في تعز. نريد حقًا الاستفادة مما تم إنجازه في المحافظات الأخرى، خاصة وأن تعز لا تزال تعاني من تحديات الصراع".
شمل برنامج التبادل عشرة مجالات من الخبرة، مما سمح للمشاركين باستكشاف مجموعة واسعة من التحديات والحلول. وشملت هذه التخطيط والتقييم، وتنمية القدرات، وإدارة الإيرادات، وإدارة البيانات الاحصائية، ومراقبة وتقييم المشاريع، وعمليات المناقصات، وتحسين تتبع مركبات صندوق النظافة، وتقديم التعليم، وإنتاج الكهرباء، وإدارة الأمن باستخدام أنظمة الأرشفة عبر الإنترنت. وقد أثرى هذا النطاق الواسع المناقشات وزود المشاركين بأدوات متنوعة للحكم المحلي والتنمية المستدامة.
شارك المشاركون بخبراتهم وأفضل الممارسات في مجالاتهم المعنية، وقدموا رؤى قيمة ودروس مستفادة. على سبيل المثال، شارك مكتب وزارة التخطيط والتعاون الدولي في تعز نهجه في التخطيط للتعافي والمرونة في المديريات، في حين عرض قسم البحث والتدريب منهجية تقييم تنمية القدرات. لقد عززت الزيارة التبادلية بيئة تعاونية حيث تمكن المشاركون من التواصل وبناء العلاقات واستكشاف الفرص للمبادرات المشتركة.
وتحدث الأستاذ نبيل جامل عن قيمة الخبرات العملية قائلًا: "وجدنا أكثر مما كنا نتوقع.. التعرف على مشروع التحول الرقمي في حضرموت وكيفية أتمتة الإجراءات داخل صندوق النظافة سيوفر علينا الوقت والجهد في تعز".
وأضاف أن "الجوانب العملية التي شاهدناها ستسمح لنا بالعودة وتنفيذ مبادرات مماثلة في تعز".
الزيارات الميدانية: رؤى ميدانية في العمل
وتضمن برنامج الزيارات التبادلية زيارات ميدانية إلى عدد من المكاتب العامة في حضرموت، مثل مكتب المحافظ ومكتب التربية والتعليم. وقد أتاحت هذه الزيارات للمشاركين الاطلاع عن كثب على التحديات والنجاحات التي حققتها المبادرات المحلية في حضرموت. على سبيل المثال، تعرف المشاركون على المرحلة الثانية من تصميم مشروع التوسع الحضري لمدينة المكلا، وأنظمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إدارة البيانات والاحصاء، وجهود مكتب التربية والتعليم لإدارة الامتحانات المركزية، وطباعة المناهج، ودمج التقنيات الجديدة في النظام التعليمي.
قبل انطلاق الزيارات الميدانية، شجع محافظ حضرموت، الأستاذ مبخوت بن ماضي، المشاركين على تبادل المعرفة والمهارات ومشاركة خبراتهم بما يعود بالنفع على جميع المحافظات. كما حث ممثلي حضرموت على مشاركة خبراتهم خارجيًا والسعي للحصول على ردود الفعل لتحسين ممارساتهم.
يقول الدكتور هشام السقاف، مدير عام مكتب وزارة التخطيط والتعاون الدولي بلحج: "إن رؤية المشاريع المنفذة في حضرموت، وخاصة المرحلة الثانية من مشروع خور المكلا، كان أمراً ملهماً، وجعلني أدرك إمكانيات الشراكة مع القطاع الخاص وما يمكننا تحقيقه في لحج".
لمحة عن تراث حضرموت
وقد حرصت السلطات المحلية في حضرموت على ترك انطباع دائم لدى الزائرين، حيث توضح الدكتورة مارينا الجوهي، المدير العامة لإدارة بحوث التنمية والتدريب بساحل حضرموت: "إن تقديم القهوة والتمر لضيوفنا من آداب الضيافة التقليدية في حضرموت، أردنا أن يشعر زملاءنا من المحافظات الأخرى بدفء ثقافتنا".
بناء علاقات دائمة
يقول الدكتور نبيل: "لقد ألتقينا بأشخاص نعتبرهم زملاء لنا في العمل، وقد سمح لنا هذا البرنامج ببناء علاقات أقوى. لقد تبادلنا الأفكار، وعندما أعود إلى تعز، سأقدم توصيات بناءً على الخبرات التي شهدناها هنا".
رؤية جماعية للمستقبل
ويلخص الدكتور هشام من لحج تجربته قائلًا: "لقد استفدنا كثيرًا من هذه المناقشات وخطوتنا القادمة هي تفعيل قسم البحث والتدريب في لحج مستلهمين ما شاهدناه في تعز وحضرموت وهذا سيكون خطوة مهمة في تنمية محافظتنا".
ويشير الدكتور عزيز عبد الرحمن الأديمي، مدير عام وحدة البحوث والتدريب للتنمية الإدارية في تعز، إلى أن "أحد أهم الدروس المستفادة من هذا التبادل هو ضرورة التفكير فيما هو أبعد من التعافي الفوري. فالتنمية المستدامة تتطلب التخطيط طويل الأجل، وخاصة في مجالات مثل البنية التحتية والتعليم وإدارة الموارد. ونحن بحاجة إلى ضمان أن المشاريع التي ننفذها اليوم سوف تعود بالنفع على الأجيال القادمة، وليس فقط معالجة تحديات اللحظة".
وتؤكد اشتياق محمد سعد، ممثلة مكتب محافظة عدن، على أهمية الرؤية طويلة المدى في مواجهة التحديات: "ما أدهشني أكثر خلال برنامج التبادل هذا هو أنه على الرغم من الصعوبات والعقبات، فإن التقدم ممكن إذا حافظت على الصبر والتصميم. إن الحكم لا يتعلق فقط بحل مشاكل اليوم - بل يتعلق بالحصول على رؤية واضحة للغد والإرادة لتحقيقه، بغض النظر عن الصعوبات".
***
يركز مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن، الممول من الاتحاد الأوروبي والمنفذ من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على تعزيز قدرة السلطات المحلية على تقديم الخدمات العامة الأساسية مع تعزيز التمكين الاقتصادي والتعافي في جميع أنحاء اليمن. ومن خلال المبادرات التي تشجع تبادل المعرفة والحوكمة التعاونية والمرونة المؤسسية، يساعد مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في دفع عجلة التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار طويل الأمد والنمو الاقتصادي في اليمن.