تمكين الشباب والنساء في قطاع البن في اليمن
28 فبراير 2024
تحظى القهوة اليمنية بمكانة خاصة في قلوب خبراء القهوة حول العالم. لا تكمن جاذبيتها في مذاقها الاستثنائي فحسب، بل أيضًا في تراثها الثقافي الغني. يقوم اليمنيون بزراعة وتصدير حبوب البن منذ قرون على اعتبار أن اليمن واحدة من أقدم أصول القهوة في العالم ولطالما كان ميناء المخا في اليمن مرادفاً لتصدير القهوة إلى جميع أنحاء العالم.
تعتبر زراعة البن تقليداً تاريخياً وثقافة سائدة في جميع أنحاء البلاد، حيث ارتبط اسم اليمن بزراعة البن وطرق تحضيره منذ مئات السنين.
لعبت المرأة اليمنية على مر التاريخ دورا محوريا في زراعة وانتاج البن، وفي الآونة الأخيرة، انخرطت المزيد من النساء في عملية تحضير القهوة وتحميصها، وهي عملية دقيقة ومتقدمة تتضمن إعداد وتذوق حبوب البن للتأكيد على النكهات والجودة المميزة.
يركز مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن (SIERY)، التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والممول من الاتحاد الأوروبي، على تعزيز قدرات السلطات المحلية وأفراد المجتمع على تحديد أولويات المجتمع وتنفيذها. من خلال السلطات المحلية وأعضاء المجتمع، تم تحديد قطاع القهوة كأحد أهم القطاعات المساهمة في نمو الاقتصاد المحلي.
قام المشروع بتدريب 45 شابًا يمنيًا على تذوق القهوة وتحميصها من خلال وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر، حيث تم اكساب المتدربون المعرفة حول أفضل الممارسات المتعلقة بتجفيف وتحميص وطحن وتذوق عينات القهوة وتصنيفها على أساس الجودة، وتوج ذلك بحصول 8 منهم، في يوليو 2023، على شهادات دولية في تذوق القهوة في عمّان، الأردن.
تساعد هذه العملية على تحسين جودة حبوب البن المنتجة للأسواق المحلية والعالمية.
تقول أميرة طه التي تبلغ من العمر 29 عاماً، إحدى متذوقي القهوة المعتمدين الذين حصلوا على شهادات دولية: "أنا متحمسة لمواصلة العمل على توسيع وتطوير سلاسل القيم في قطاع البن اليمني".
تؤمن أميرة بإشراك المرأة في سلسلة قيمة البن اليمني بما في ذلك مراحل الإنتاج وهو ما دفعها إلى بدء دورة تدريبية خاصة للنساء في تذوق القهوة والتعرف على رائحتها المميزة وأنواعها المختلفة.
تضيف أميرة: "كان لدي حلم بنشر المزيد من المعلومات حول القهوة اليمنية بين النساء اليمنيات والمساهمة في زيادة جودة القهوة في اليمن ولذلك أعلنت عن التدريب، لكن الأقبال تجاوز توقعاتي".
قامت أميرة بتدريب خمس نساء على خصائص القهوة اليمنية، حيث شرحت بالتفصيل كل مراحل تحضير القهوة والتي شملت التذوق، ثم شكلت النساء فريقا من متذوقي القهوة.
من جانبها، ترى إيلاف الجبل، إحدى المتدربات التي تبلغ من العمر 23 عاماً، أن على الشباب في اليمن أن يتعلموا المزيد عن قطاع البن، حيث قالت: "كشباب، نعرف القهوة كمشروب، لكننا لم نحاول عادة معرفة المزيد عنها. واليوم، كنساء، لا نريد أن نتوقف عند الزراعة فقط، ولكننا نريد المشاركة الفاعلة في مجال القهوة".
وأضافت: "القهوة اليمنية جزء من شخصيتنا، وأريد أن أقدمها بطريقة صحيحة ومختلفة ومبتكرة".
انضمت إيلاف وزميلاتها إلى التدريب لتحقيق أحلامهن في أن يصبحن مساهمات متميزات في سوق القهوة اليمني.
أما سهام شجاع الدين، إحدى المتدربات التي تبلغ من العمر 35 عاماً وتنتمي إلى إحدى العائلات التي تعمل في تجارة القهوة، وهو ما دفعها إلى الاستمرار كمتدربة، تقول بأن هدفها هو تعزيز دور المرأة اليمنية في سلسلة إنتاج القهوة والمشاركة بفعالية في السوق.
وتضيف: "نريد توعية المجتمع، وخاصة النساء، بأهمية محاصيل البن، من بداية زراعتها إلى في متناول المستهلكين في السوق".
وتقول سهام: "نريد توعية المجتمع، وخاصة النساء، بأهمية محصول البن، منذ بداية زراعته وحتى تسويقه".
تطمح أميرة وزميلاتها المتدربات إلى الاستمرار في العمل في قطاع البن اليمني كصانعات قهوة، مما يشجع المزيد من النساء على الانضمام أليهن.
بتمويل من الاتحاد الأوروبي، يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن قطاع القهوة في اليمن من خلال مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن. بالإضافة إلى التدريب على تذوق القهوة لـ45 متدرباً وإصدار شهادات دولية في التذوق ل8 منهم. يتضمن المشروع إعداد دراسة سلسلة القيمة لقطاع البن في مديريتي الحيمة الخارجية ومناخة بمحافظة صنعاء وتقديم المنح والتدريب لـ 300 من مزارعي البن في المديريتين وتوفير المنح والتدريب ل45 مشروعاً صغيراً ومتوسطاً في قطاع القهوة.
جديراً بالذكر إن مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن يهدف إلى تعزيز القدرات المؤسسية والاستقرار الاقتصادي على المستوى المحلي في اليمن ودعم الشركات الصغيرة وتحسين الوصول إلى الفرص الاقتصادية للشباب والنساء.